نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 24
الإلحاد.. وبراهين الألوهية
أول ما على
المتصدي لمواجهة [الإلحاد] تعلمه والتدرب عليه: إتقان فنون الحجج الدالة على وجود الله،
بمختلف أصنافها، وإتقان استعمالها، من دون تحيز لواحد منها، ذلك أن التحيز قد
يجعله يخطئ في تعامله مع الجمهور الذي يريد أن يخاطبه؛ فالمطلوب هو الإثبات، وليس
الثبوت، ولذلك فإن الداعية يستعمل الوسائل التي يقتنع بها المخاطَب، لا التي اقتنع
بها هو.
وذلك كله بناء
على القاعدة المعروفة [لله طرائق بعدد الخلائق]، فقد لا يفهم بعض الناس دليلا من
الأدلة كالدليل الأنطولوجي لأنسلم وديكارت، أو دليل الصديقين للفارابي وابن سينا
والملا صدرا.. لكن في نفس الوقت نرى من فهم تلك الأدلة، واستفاد منها، وتحول
بموجبها من الإلحاد إلى الإيمان.. ولذلك لا معنى لانتقادها أو رفضها بحجة عدم
تناسبها مع الاتجاه الفكري أو المدرسة الفكرية التي يتبناها الداعية المواجه
للإلحاد.. ذلك أن مقصده خطاب الآخر، لا نفسه.
وهكذا يكون موقف
الداعية الحقيقي من القضايا المختلفة منطلقا من مدى تدعيمها للإيمان، ومواجهة
الإلحاد، بغض النظر عن التفاصيل المرتبطة بها..
فمن المسائل
المطروحة في هذا الباب ـ مثلا ـ مسألة قدم العالم، وهل هي في حال صحتها ـ كما يقول
الكثير من الفلاسفة ـ تتناقض مع الإيمان، أو لا تتناقض معه، وهل قدم العالم شرط
لثبوت الصانع، أو ليس شرطا.. فالداعية الحقيقي يعتبر هذه المسألة مسألة جزئية، ولهذا
يبحث فيها على كلا الاحتمالين.. على احتمال الحدوث، وهو الذي دل عليه العلم.. أو
على احتمال عدم الحدوث ـ كما يقول أكثر الفلاسفة ـ وفي هذه الحالة أيضا يمكن
للداعية أن يثبت أنها لا تتناقض مع وجود الله بناء على مبدأ العلية والإمكان.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 24