نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215
وظهر هذا
النموذج في بداية السبعينيات، بعد أن أدرك عالما المتحجرات الأمريكيان، [نايلز
إلدردج] و[ستيفن غولد] أن مزاعم الدارونيين الجدد يدحضها سجل المتحجرات تماما، لأن
المتحجرات أثبتت أن الكائنات الحية لم تنشأ بالتطور التدريجي، بل ظهرت فجأة بكامل
تكوينها.
وكان الأصل أن
يتخلى الداروينيون عن معتقداتهم بسبب ذلك، لكنهم لم يفعلوا، بل راحوا يقدمون بدائل
أخرى، حتى لو كانت ممتلئة بالغرابة.
وحتى نعرف مدى
تهاتف هذا النموذج الخيال، نذكر أن عالم المتحجرات الأوربي [شايندولف] ذهب إلى أن
أول طائر خرج من بيضة إحدى الزواحف كطفرة هائلة، أي نتيجة مصادفة ضخمة حدثت في
التركيب الجيني.
وحسب النظرية
ذاتها، كان من الممكن أن تتحول بعض الحيوانات البرية إلى حيتان ضخمة إذا تعرضت
لتحول فجائي شامل.
ومع أن هذه
الادعاءات المخالفة تماما لجميع قوانين علم الوراثة والفيزياء الحيوية والكيمياء
الحيوية، والتي لا تختلف عن تلك القصص الخيالية التي تدور حول تحول الضفادع إلى
أمراء إلا أنه ونتيجة لانزعاج علماء المتحجرات المؤمنين بالتطور من الأزمة التي
كان يمرون بها جزم الدارونيين الجدد بهذه النظرية التي كانت تتميز بأنها أكثر
غرابة حتى من الدارونية الجديدة نفسها.
ويتمثل الغرض
الوحيد من هذا النموذج في توفير تفسير للفجوات الموجودة في سجل المتحجرات التي لم
يتمكن نموذج الدارونيين الجدد من تفسيرها.
ومع ذلك، يكاد
يكون من غير المعقول أن تجري محاولة لتفسير فجوات المتحجرات الموجودة في تطور
الطيور عن طريق الادعاء بأن الطائر قد خرج فجأة من بيضة إحدى الزواحف؛ ذلك أن تطور
نوع إلى نوع آخر يتطلب ـ باعتراف علماء التطور أنفسهم ـ
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215