نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 213
يتوصلوا إلى
حلول مناسبة لتلك الأزمة.. والتقى هؤلاء العلماء في اجتماع نظمته الجمعية
الجيولوجية الأمريكية سنة 1941، وبعد مشاورات طويلة نجح في النهاية بعض علماء
الوراثة وعلماء الحيوان وعلماء المتحجرات القديمة وعلماء الوراثة الرياضية في
التوصل إلى اتفاق حول الطرق المناسبة لترقيع الدارونية.
وقد ركز هذا
الفريق من العلماء على مسألة أصل التغيرات المفيدة التي من المفترض أنها قد تسببت
في تطور الكائنات الحية (وهي مسألة لم يستطع دارون نفسه تفسيرها، لذلك حاول ـ ببساطة
ـ أن يتجنبها معتمدا على لامارك)
وبدأ تفكير
هؤلاء العلماء يدور حول الطفرات العشوائية، وقد أطلقوا على نظريتهم الجديدة اسم [النظرية
التركيبية الحديثة للتطور التركيبي]، التي تم تكوينها بإضافة فكرة الطفرة إلى
فرضية دارون الخاصة بالانتقاء الطبيعي، وبعد مرور وقت قصير، أطلق على هذه النظرية
اسم [الدارونية الجديدة] كما أطلق على الأشخاص الذين قدموها اسم الدارونيين الجدد.
وأصبحت العقود
الآتية لتلك الفترة بمثابة حقبة للمحاولات اليائسة الرامية إلى إثبات صحة
الدارونية الجديدة، وكان معروفا من قبل أن الطفرات (أو المصادفات) التي حدثت في
جينات الكائنات الحية تلحق بها الضرر دائما، لكن الدارونيين الجدد حاولوا أن
يقدموا برهانا على وجود طفرة مفيدة من خلال القيام بآلاف التجارب على الطفرات.. ولكن
كل محاولاتهم باءت بالفشل الذريع.
كما حاولوا أيضا
إثبات أن الكائنات الحية الأولى قد نشأت عن طريق الصدفة وتحت ظروف أرضية بدائية
وفقا لفرضية النظرية، ولكن نفس الفشل صاحب هذه التجارب أيضا.. وكان الفشل حليف كل
تجربة تسعى إلى إثبات أن الحياة يمكن أن تنشأ بالصدفة، وأثبت حساب الاحتمالات أنه
لا يمكن حتى لبروتين واحد (وهو الوحدة الأساسية للحياة) أن
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 213