نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 109
ولو أن عندنا
حجر نرد به ستة وجوه، فاحتمال الحصول على وجه [1] في كل مرة سيكون واحدًا من ستة
1/6، ويمكن أن تلقي حجر النرد عشر مرات ولا تحصل على وجه [1]، ويمكن أيضًا تلقيه
عشرين مرة أو ثلاثين مرة ولا تحصل على وجه [1].
وليس معنى أن
الحدث يمكن حساب احتمالية وقوعه بالصدفة أنه ممكن الوقوع بمعزل عن الأسباب الموجِدة له، فالاحتمالية
الرياضية لا تعني أن الحدث قابل لأن يخرج إلى حيز الواقع دون أن تتوافر له
المقدمات التي تنسجم مع القوانين الموجدة للظاهرة [1].
فإن قال طالب لا
يذاكر ـ مثلا ـ: من المحتمل أن أنجح بنسبة 50 بالمائة، قيل له: النجاح له أسبابه،
وليس معنى احتمالية نجاحك في الامتحان إمكان أن تنجح دون مذاكرة؛ فمن جد وجد، ومن
زرع حصد.
ومن خلال هذا
يظهر مدى تهافت قول الملاحدة: (إذا كان هناك احتمال ـ ولو ضئيلاً ـ في أن تنشأ
الحياة من المادة صدفة بلا خالق عبر ملايين السنين، فمن الممكن أن تنشأ الحياة من
المادة صدفة عبر ملايين السنين، وفي ظل وجود الكثير من الوقت المستحيل يصبح
ممكنًا، والممكن يصبح من المحتمل، والمحتمل قد يصبح مؤكدًا، وما على المرء إلا
الانتظار، والوقت نفسه ينفذ المعجزات)
بالإضافة إلى
هذا، فإن قولهم هذا يستلزم أن المادة التي لا حياة فيها يمكن أن تعطي الحياة
لغيرها، وهذا باطل؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه إذا كان لا يملِكه ولا يملك أسبابه،
والمادة تفتقد الحياة، فكيف تهب الحياة لغيرها؟.. والحياة شيء غير مادي، فكيف تكون
ناتجة من شيء مادي؟.. والحياة لا تأتي إلا من حي، والكائنات الحية لا يمكن أن تأتي
إلا من كائنات حية مثلها.. وكلام هؤلاء الملاحدة يستلزم قبول تحول الناقص إلى
الكامل