نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 106
وتباعدت
أجزاؤها وتناثرت، وفي اللحظات الأولى من الانفجار الهائل ارتفعت درجة الحرارة إلى
عدة تريليونات، كونت فيها أجزاء الذرات، ومن هذه الأجزاء كونت الذرات، وهي ذرات
الهيدروجين والهليوم، ومن هذه الذرات تألَّف الغبار الكوني الذي نشأت منه المجرات
فيما بعد، ثم تكونت النجوم والكواكب، وما زالت تتكون حتى وصل الكون إلى ما نراه
عليه اليوم، وكل هذا صدفة دون تدخُّل قوى عاقلة مريدة مغالطة كبيرة لا تخالف العقل
فقط، بل تخالف العلم أيضا.
فحسب قانون
نيوتن الأول [الجسم الساكن يبقى ساكنًا ما لم تؤثر عليه قوة خارجية فتحركه، والجسم
المتحرك بسرعة ثابتة في خط مستقيم يبقى على هذه الحالة ما لم تؤثر عليه قوة خارجية
فتغير الحالة الحركية له] يستدعي البحث عن قوة خارجية أدت إلى ذلك؛ لأن كل حدث لا
بد له من محدِث.. وهم يذكرون أن مادة الكون الأولى كانت ساكنة ثم انفجرت، فلا بد إذن
من وجود من فعل بها ذلك.
بالإضافة إلى
هذا، فإنه من المعلوم أن أي انفجار يتبعه تناثر لأشلاء عديدة وجسيمات صغيرة، فكيف يتبع الانفجار تجمُّع للجزئيات
والجسيمات، وتكوين أرض وجبال وكواكب ونجوم ومجرات وغير ذلك دون وجود قوة خارجية
حكيمة عالمة أدت لذلك؟
ومن المعلوم أيضا
أن أي انفجار يتبعه دمار، فكيف يتبع الانفجار الكوني العظيم عمار
وتكوين أرض وجبال وبحار ومحيطات وأنهار وكواكب وأقمار ونجوم ومجرات دون وجود قوة
عالمة حكيمة؟
ومن المعلوم فوق
ذلك كله أن أي انفجار يتبعه هدم، فكيف يتبع الانفجار الكوني بناء أرض
وجبال وكواكب وأقمار ونجوم ومجرات دون وجود قوة عالمة حكيمة؟
وعلى التسليم
الجدلي بما قالوا؛ فكيف يبقى الكون، ويستمر دون وجود قوة خارجية تحافظ على بقائه
واستمراره؟
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 106