نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 105
مرسل ذكي، لكن
هذا الرجل نفسه وملايين الملحدين لم يستخدموا نفس هذا المنطق عندما يرون تعقيد
الحمض النووي..بل يعتبرونه نشأ عن صدفة عشوائية.
2 ـ تكرار الحدث يقلل من احتمالية الصدفة:
وهذا من الحقائق
المتفق عليها عند جميع العقلاء؛ فعندما يتكرر حدث معين بنفس النمط يستبعد العقل الصدفة
من الحسبان، ويذهب للبحث عن السبب الكامن وراء الحدث؛ فالصدفة لا تکون أکثرية أو دائمية في الحدوث، بل
عشوائية، لا قصد فيها ولا ترتيب، ولا يمكن التنبؤ بها قبل حدوثها، وهذا ما يقضي
على تلك المغالطة من أساسها، لأنها تنبني ـ كما ذكرنا ـ على اعتماد الزمن الطويل،
والزمن ليس في مصلحة الصدفة.
ومن الأمثلة
المقربة لهذا المعنى أنه لو وجدنا حادثة من الحوادث تتكرر من حين لآخر في نفس
المكان وبنفس النمط، فإننا لا شك نستبعد الصدفة، ونبحث عن السبب الكامن وراء ذلك،
وهذا السبب ربما يكون خللاً ما في هذا المكان، أو شخصًا معينًا يتسبب في ذلك.
فلو رسب طلاب
مدرسة معينة في امتحان معين دون باقي المدارس، فلا شك أننا سنستبعد الصدفة، ونبحث
عن سبب ذلك، فقد يكون خللاً في المنظومة التعليمية، أو إهمال أُسَرِ الطلاب
لأبنائهم أو غير ذلك.
ولو أن شخصا
يسكن في شقة وحيدًا، ويذهب لعمله صباحًا ويأتي ليلاً، وعندما عاد في يوم من الأيام
لشقته وجد نافذة حجرة النوم مفتوحة، رغم أنه يغلق جميع نوافذ الشقة قبل خروجه
منها، فإنه في المرة الأولى، قد يعتبر ذلك غفلة منه، وأنها حصلت صدفة، لكن إن تكرر
هذا الأمر، فإنه سيستبعد الصدفة، ويبحث عن سبب ذلك، وأول ما يتبادر إلى ذهنه هو أن
شخصًا يتسلل إلى شقته.
وبناء على هذا،
فإن قول الملاحدة بأن مادة الكون كانت موجودة ثم انفجرت
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 105