وكل هذه أطروحات
ممتلئة بالمغالطات، ولم يدل عليها أي دليل علمي ولا رياضي، ولا عقلي.. حتى أن
البعض أجرى تجربة على مجموعة من القردة، وبعد تدريبها على الضرب على لوحة
المفاتيح، وتركها مدة طويلة، لم تتمكن من كتابة كلمة واحدة كاملة [2].
مع العلم أنه
حتى لو تمكنت هذه القردة من كتابة جملة، بل من كتابة قصيدة، بل من كتابة ديوان
كامل، فإن ذلك لا يغير من القضية شيئا.. ذلك أن كل ذلك لا يساوي شيئا أمام دقة
خلية واحدة وإحكامها وعجائب صنعتها.
بالإضافة إلى
ذلك يقال لهؤلاء المولعين بإضافة احتمالات عدد القردة، وما عليها كتابته، ليثبتوا
الصدفة[3]: هل يمكن لهذه القردة أن تنطق كلماتها، أو
تجعل كلمات القصيدة ناطقة؟.. وهل هناك قرد يعيش ملايين السنين؟.. وهل هناك آلة
كاتبة تظل تطبع لملايين السنين؟.. وهل هناك أوراق تكفي للكتابة عليها لملايين
السنين؟.. ومن الذي صنع له الحبر ووفره له في نفس المكان الذي هو فيه؟.. ومن الذي
وفر له الأوراق في نفس المكان الذي هو فيه؟
ولو سلمنا أن
الصدفة يمكن أن تنتج أشياء غير متوقعة، فليس معنى ذلك أنها يمكن
[2] أراد المركز البريطاني للبحوث اختبار هذه النظرية حاسوبياً .. فوضع ستة
قردة افتراضية بدأت تضرب على الآله الكاتبة لمدة شهر كامل لم يجدوا فيها كلمة
مكونة من حرف واحد .. في الإنجليزية، مع العلم أن الحرف في الإنجليزية يعتبر كلمة
اذا كان مسبوقاً ومتبوعاً بفراغ..
[3] انظر: الملحد واستدلاله
الخاطئ بالصدفة، د. ربيع أحمد.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 102