نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 65
التطور.. والعلم
بعد أن انتهى الأول من حديثه، قال
الثاني، وهو يلتفت لي: أرجو أن تكون قد سجلت كل ما ذكره زميلي وصديقي بكل دقة..
فهناك من يصطاد في الماء العكر، ويتصيد حصى الأخطاء ليقضي بها على جبال الحقائق.
قلت: لا تخف.. فلقلمي من الورع ما يمنعه
من الزيادة والنقصان.. لكن مع ذلك ارحموني، وارحموا مستواي العلم، فأنا أفهم من
كلامكم جمله، ولا أحيط بتفاصيله.
قال: ونحن لا نطلب منك التفاصيل.. بل
نطلب منك فقط أن تفهم منه ما يفهم منه سائر الناس.. فلكل علم أهله..
قلت: كلام صديقكم في الحقيقة مع كونه
يدخل بنا في بعض متاهات العلم الضيقة إلا أنه مملوء بالجمال.. فقد أشعرتني كلماته
بمحبة الله وتعظيمه.. وأخرجتني من كثير من ظلمات التعتيم والوهم التي كنت أتصور
بها حقيقة الحياة.. فقد كنت أراها ممتلئة بالبساطة، ولم أكن أعلم أبدا أنها بذلك
التعقيد. وقد كنت فوق ذلك أتصور أن لأولئك الماديين بعض الحجة فيما يقولون.. لكني
اكتشفت أنهم أبعد الناس عن العلم وحججه، وأنهم لا يختلفون في تلاعبهم بالعلم عن
تلاعب سدنة الأديان المزيفة.
قال: صدقت في هذا.. وما دمت قد اقتنعت
به.. فهلم لتسجل عني كل ما أقوله.. وبالدقة التي سجلت بها حديث صاحبي.. فهو قد
حدثكم عن رحلته من الصدفة إلى الخلق.. وأنا سأحدثكم عن اكتشافي للخدع التي يمارسها
التطوريون، والخرافات التي ينشرونها.
قلت: ما تعني بذلك؟
قال: أنت تدعوني بهذا للبدء من حديثي من
آخره، لا من أوله.
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 65