نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66
قلت: لا بأس.. فأحيانا لا يفهم أول
الشيء إلا بعد فهم آخره.
قال: أنت تعلم حسبما حدثك صديقي الأول
أن هناك نظريتان في تفسير بداية الخلق.. النظرية التي تقول بالعشوائية والصدفة..
والنظرية التي تقول بالخلق والغائية.
قلت: أجل.. علمت هذا.. وقد ذكر من
الأدلة الكثير ما يؤيد وجهة النظر الثانية، والتي تدل عليها كل حقائق الوجود.
قال: فهكذا الأمر فيما نراه من مظاهر
الحياة في الكون وتنوعها، فقد اضطر القائلون بالصدفة إلى حيلة التطور، حتى يتهربوا
من نظرية الخلق المقصود..
قلت: هذه نظريتهم.. فما نظرية المؤمنين؟
قال: المؤمنون يؤمنون بنظرية الخلق
الجديد.
قلت: ما تعني بها؟
قال: أعني بها تلك الحقيقة العظيمة التي
نص عليها قوله تعالى: ﴿أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي
لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ [ق: 15]، فهي النظرية العلمية البديلة لنظرية
التطور القديمة أو الحديثة، والتي وجهت لها إشكالات كثيرة تجعل من المستحيل أن
تتحقق بالعلمية المطلقة أو بالعلمية النسبية.
ذلك أن نظرية الخلق الجديد لا تلغي وجود
تقارب بين المخلوقات.. وإنما تعني أن الله تعالى باعتباره خلاقا، لا يطور الخلق
السابق ليتحول إلى خلق جديد، وإنما يخلقه ابتداء، كما صور ذلك بدقة عند ذكره لخلق
آدم عليه السلام، والذي ورد في النصوص القرآنية والنبوية أنه خلق من طين، ومن حمأ
مسنون..
وكما صوره بدقة عند ذكره لناقة صالح
عليه السلام، والتي أخرجها من الصخر آية من آيات الله.. كما قال تعالى:
﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ
مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ
هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ
وَلَا تَمَسُّوهَا
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66