نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 69
انفجار آخر؟
قال العالم: لو فرضنا المستحيل، أي لو
فرضنا ما ذكرت من أن الكون استطاع التخلص من أسر هذه الحالة، وحدث فيه انفجار آخر،
فإن هذا لا يحل المعضلة، إذ ستظهر عندئذ مشكلة أخرى، وهي مشكلة تزايد الأنتروبيا وتراكمها
من الدورات السابقة، وهذا يمنع استمرار الانفجار والاتساع مرة أخرى..أي أن الكون لا يمكن أن يكون أزليا.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه لو كانت مثل هذه
الانفجارات العديدة موجودة لرأينا آثارها في الإشعاع الكوني.. بينما لا يرى
العلماء سوى آثار الانفجار السابق فقط.
قام عالم آخر، وقال: صدقت.. بالإضافة
إلى ما ذكرت، فلو قبلنا الفرضية المستحيلة، وهي وجود سلسلة متعاقبة من الانفجار ثم
الانغلاق، لما كان في مقدور هذه الفرضية تقديم أي عون لأنصار التطور في موضوع [الأنتروبيا]
ذلك لأنه لابد من وجود تزايد في الأنتروبيا في كل سلسلة من هذه السلاسل، وفي كل
دورة من دوراتها.. وتزايد الأنتروبيا في كل دورة.. ولنقل
انها تستغرق 50 مليار سنة.. يمنع انتقال المادة ذاتيا وتلقائيا من مستوى تنظيم
معين إلى مستوى تنظيم أرقى وأعلى، ويمنع تطور المادة من الأشكال البسيطة إلى
الأشكال المركبة والمعقدة.
قام عالم آخر، وقال: صدقتما.. وأحب أن
أضيف إلى ما ذكرتم ما ذكره [روبرت م.أغروس] و[جورج ن.ستانسيو] في كتابهما [العلم
في منظوره الجديد] حول الموضوع.. فقد ذكرا أن البعد الفلسفي هو الذي دعا لهذه
النظرية، وليس البعد العلمي، ونقلا عن [ستيفن فاينبرغ] مؤلف كتاب [الدقائق الثلاث
الأولى ] الذي يصف فيه وصفا دقيق المراحل الأولى من نشأة الكون، قوله: (بعض
المتخصصين في علم الكونيات تشدهم نظرية نوسان الكون [الانكماش العظيم] فلسفيا
خصوصا، وأنها تتجنب ببراعة، شأن نظرية استقرار حال الكون مشكلة النشأة الأولى، غير
أنها تواجه صعوبة نظرية شديدة واحدة: ففي كل دورة من
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 69