responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 21

***

لكني قررت قرارا بيني وبين نفسي، تذكرته عندما خطر على بالي قصة أصحاب الكهف، حين قاموا بين قومهم الجاحدين، وراحوا يصرخون بقوة: ﴿رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) ﴾ [الكهف: 14، 15]

فتحينت فرصة اجتماع الشمل، وهدوء القاعة، قبل أن تبدأ الجلسة الثانية للمؤتمر، ورحت أصيح بكل قوة: اسمعوني أحدثكم..

لكني شعرت بأن فمي يتحرك، لكن الصوت لا يخرج منه.. حاولت جهدي أن أخرجه لكنه أبى علي.. حينها تذكرت زكريا عليه السلام، وكيف مُنع من الكلام، وكان في ذلك آية له.. فحمدت الله، وعلمت أن الأمر ليس بيدي، وأن الموقف ليس موقف صراخ ولا صياح، وإنما موقف هدوء وتريث.. وقد أضاف إلى هذه القناعة التي حصلت لي أني رأيت عدم جدوى ما كنت أنوي ممارسته، فهؤلاء قد سُلحوا بأسلحة السخرية والبذاءة التي تحول الحقيقة الجميلة سما ناقعا.

ربت على كتفي حينها شاب، أظنه كان من طلبة تلك الجامعة، وقال: لا تقلق.. فكل شيء سيسير على ما يرام.. فالشمس أعظم من أن يستطيع أي جاحد نكرانها.

لم أفهم قوله في ذلك الحين إلا بعد أن عاينت ما عاينت من الأحداث التي سأتلوها عليكم.. فلا تستعجلوا.

***

في مساء ذلك اليوم، وبعد أن قُدمت الكثير من المحاضرت، وبعد أن نال الحضور حضهم من التعب والجهد، جاء دوري لإلقاء محاضرتي.. والتي أعددتها إعدادا كافيا لأرد

نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست