responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 22

على كل تلك الشبه التي ألقيت.. وقد انتقيت ألفاظها بدقة خشية على الوقت المحدود الذي سمح لي به.

لكني ما إن بدأت حديثي، حتى قاطعني رئيس الجلسة، وقال: أود أن أخبركم فقط بأن الرئيس المسؤول عن [مؤسسة ريتشارد دوكنز للمنطق والعلوم] قد حضر في هذا الوقت، ويمكن لمن شاء أن يزوره، أو يأخذ صورا تذكارية معه، فهو الآن في باحة الفندق.

قال ذلك، ثم سلم لي مكبر الصوت، وقال لي: يمكنك أن تكمل.. واعذرني لأن لدي بعض المهام.. وقد سمحت لك بوقت زائد على كل المحاضرين السابقين.. لا تنس فقط أن تغلق مكبر الصوت عندما تنتهي من الحديث.

قال ذلك، ثم خرج، وتبعه كل من في القاعة.. ولم يبق إلا بعض العمال الذين كانوا ينظرون إلي بسخرية، وأنا أتحدث لوحدي، وبحماسة شديدة، في تلك القاعة الكبرى.

***

لكن المفاجأة التي لم أكن أحسب لها أي حساب هي ما حصل في اليوم التالي، حيث حضرت حافلات كثيرة إلى الفنادق التي كانت تقيم فيها تلك الجموع الكثيرة، ثم سارت بنا مسافات طويلة، وأخبرنا خلالها أننا سنزور بلدة لا زالت تحافظ على الإيمان الكلاسيكي بكل عقائده وقيمه، وأن العلماء الذين جاءوا من بلاد بعيدة أحضروا معهم كاميرات، ليصوروا مشاهد عن تلك البلدة التي لا تزال غارقة في بطون التاريخ، ولم تعرف الحضارة بعد.

عندما دخلنا إليها كانت بسيطة جدا، وكانت مساكنها طينية غير مزخرفة بأي لون من ألوان الزينة.. ومما زاد في كآبتها تجرد أرضها من كل خضرة أو ماء.. فهي صحراء قاحلة لا تكاد توجد الحياة فيها.

سخر الجميع منها.. وراح بعضهم يتهكم على الدين بسببها، ويقول: يكفينا من الأدلة

نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست