نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20
بأن هناك شىء مؤكد: وهو أن الإنسان هنا من أجل الإنسان الآخر وقبل كل شىء لأجل هؤلاء الذين سعادتنا تتوقف على سعادتهم
وإبتسامتهم)
وغيرها من المقولات الكثيرة التي تفطر قلبي
لمرآها.. وتمنيت لو كان معي المعول الذي هدم به إبراهيم عليه السلام الأصنام،
لأهدم تلك اللوحات التي لا تقل عن أصنام قوم إبراهيم.
***
حينها رحت أبحث عن أي رجل دين كما ذكروا في
الدعوة، لأتخذ معه موقفا، فلم أجد، اللهم إلا أنني، وبعد أن ضاقت نفسي أردت الخروج،
فطلب مني بعض المنظمين أن آكل بعض الحلويات، فلم تطاوعني نفسي أن آكل في ذلك
المحل.. لكني وجدت من غير قصد مجموعة من رجال الدين بملابسهم التي تدل على أديانهم،
يأكلون ويضحكون، وكأن شيئا لم يحصل.
بعدها خرجت قليلا إلى الساحة، وهناك حدثتني
نفسي أن أعود إلى بيتي، فرأسي يكاد ينفجر من تلك الجرأة التي يتجرؤون بها على
الله.. ولا أكتمكم أني خشيت حينها أن يخسف بنا، أو تنزل من السماء شهب تحرقنا بنارها،
فأُحرق معهم، لأني لم أستطع أن أفعل شيئا.
لكني ما إن هممت حتى أمسكت يد بي بقوة،
فالتفت إلى صاحبها، فوجدت كهلا ممتلئا بالقوة، وعليه سيما المؤمنين، يقول لي: إلى
أين تذهب.. أتريد أن تفر من الزحف؟
قلت: من أنت؟.. وما الذي تقصد؟
قال: لا يهمك من أنا.. وما أقصده واضح.. ولن
يحتاج مني إلى شرح.
قال ذلك، ثم سار، وتركني، فلم أملك إلا أن
أعود رغم أنفي لأسمع تلك الكلمات التي تتفطر لها القلوب، وتندك لها الجبال.
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20