نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 208
وأوسع لكي يستعين به على تفسير هذا الكون يعد
في ذاته دليلاً على وجود قوة أكبر وتدبير أعظم هي قوة الله وتدبيره.
ثم راح يذكر لي أن أدلة وجود الله لا يمكن
حصرها، فقال: (ولو ذهبنا نحصى الأسباب والدوافع الداخلية التي تدعو ملايين
الأذكياء من البشر إلى الإيمان بالله لوجدناها متنوعة لا يحصيها حصر ولا عد ولكنها
قوية في دلالتها على وجوده تعالى مؤدية إلى الإيمان به)
فسألته عنه، وعن سر إيمانه العميق بالله،
فقال لي: لقد كنت عند بدء دراستي للعلوم شديد للعلوم شديد الإعجاب بالتفكير
الإنساني وبقوة الأساليب العلمية إلى درجة جعلتني أثق كل الثقة كل الثقة كل الثقة
بقدرة العلوم على حل أية مشكلة في هذا الكون، بل على معرفة منشأ الحياة والعقل
وإدراك معنى كل شيء.
وعندما تزايد علمي ومعرفتي بالأشياء من الذرة
إلى الأجرام السماوية ومن الميكروب الدقيق إلى الإنسان تبين لى أن هناك كثيراً من
الأشياء التي لم تستطع العلوم حتى اليوم أن تجدلها تفسيراً، أو تكشف عن أسرارها
النقاب وتستطيع العلوم أن تمضى مظفرة في طريقها ملايين السنين، ومع ذلك فسوف تبقى
كثير من المشكلات حول تفاصيل الذرة والكون والعقل كما هي لا يصل الإنسان إلى حل
لها أو الإحاطة بأسرارها.
ثم ذكر لي مدى عجز الوسائل التي نفخر بها،
ونتوهم أنها توصلنا إلى الحقائق الكبرى التي نستغني بها عن الدين، فقال: لقد أدرك
رجال العلوم أن وسائلهم وإن كانت تستطيع أن تبين لنا بشيء من الدقة والتفصيل كيف
تحدث الأشياء فإنها لا تزال عاجزة كل العجز عن أن تبين لنا لماذا تحدث الأشياء،
وإن العلم والعقل والإنسان وحدهما لن يستطيعا أن يفسر لنا لماذا تحدث الأشياء.. إن
العلم والعقل الإنسان وحدهما لن يستطيعا أن يفسرا لنا لماذا وجدت الذرات والنجوم
والكواكب والحياة والإنسان بما أوتى من قدرة رائعة.. وبرغم أن
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 208