نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 207
أحب أن أضيف إلى ما ذكرت بعض ما أسر إلي سميي
وأستاذي من أحاديث في نقد المناهج الوضعية، والتي كانت أول ما دلني على الله،
لكنني تنكبت الطريق بعد ذلك ابتغاء لمصالح عاجلة لا قيمة لها.
والآن، وبعد هذه الأحاديث الطيبة التي سمعتها
من العلماء، ومن أهل هذه البلدة الطيبة، راحت تجول بخاطري كل تلك التي الكلمات
التي سمعتها من أستاذي وسميي بعد أن ذكرت له المذهب الوضعي بأنواعه المختلفة.
ابتسم حينها، وراح يردد مقولة الفيلسوف
الانجليزي [فرانسس بيكون]: (إن قليلا من الفلسفة يقرب الإنسان من الإلحاد، أما
التعمق فيها، فيرده إلى الدين)
ثم يعقب عليها بقوله: (لقد كان بيكون على
صواب فيما ذهب إليه، فقد احتار الملايين من الباحثين والمفكرين منذ وجود الإنسان على
سطح الأرض في كنه العبقرية والتدبر الذي يتجلى في الإنسان وفي هذا الوجود،
وتساءلوا عما عساه أن يكون وراء هذه الحياة، وسوف تتكرر هذه الأسئلة ما بقي
الإنسان على سطح الأرض، وبسبب عمق هذه الأسئلة وروحانيتها البالغة فإننا سوف نحاول
أن نمسها في تواضع دون أن ننتظر إجابة شافية عنها)
قلت له حينها: ولكن هذه الفلسفة تدعو إلى
العلم، وإلى نبذ الخرافة والغيب الذي لا مبرر له.. فقد قضى العلم على كل تلك
التفسيرات الغيبية التي لم نعد بحاجة إليها.
ابتسم، وقال: يحق لك أن تقول ذلك ما دمت
تتصور أنك وحدك من يحتكر الحقيقة.. لكنك لو تركت ذلك الغرور، لرأيت كل من تحتقرهم
من العلماء والفلاسفة في تلك العصور التي تعتبرها عصورا خرافية لمسوا بطريقة
فلسفية عقلية أو روحانية أن هناك قوة فكرية هائلة ونظاماً في هذا الكون يفوق ما
يمكن تفسيره على أساس المصادفة أو الحوادث العشوائية.. ولا شك أن اتجاه الإنسان وتطلعه
إلى البحث عن عقل أكبر من عقله وتدبير أحكام من تدبيره
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 207