نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 209
العلوم تستطيع أن تقدم لنا نظريات قيمة عن
السديم ومولد المجرات والنجوم والذرات وغيرها من العوالم الأخرى، فإنها لا تستطيع
أن تبين لنا مصدر المادة والطاقة التي استخدمت في بناء هذا الكون أو اتخذ الكون
صورته الحالية ونظامه الحالي.
ثم راح يدعوني كعادته إلى الله، ويقول: الحق
أن التفكير المستقيم والاستدلال السليم يفرضان على عقولنا فكرة وجود الله..
وعندما رأى أن تصوراتي لله كانت ممتلئة
بالوثنية، فقد كنت أتصور الله جرما من الأجرام الكبرى، وأن له وجودا ماديا
محسوسا.. وربما كان ذلك هو الحائل بيني وبين الإيمان، قال لي: أنت مخطئ ومتوهم ..
فالله أعظم من أن تتصوره تصوراً مادياً، بحيث تستطيع أن تدركه الأبصار، أو أن يحل
في مكان دون الآخر، أو يجلس على كرسي أو عرش.
ولذلك فإن الطريق الوحيد لمعرفة الله هو
التأمل والتفكير في آثار أفعاله، فبها نستطيع أن نصل إلى أن الله تعالى يتصف
بالعقل والحكمة والإرادة، وأنه هو الذي تتجلى قدرته في كل شيء.. فبالرغم من أننا
نعجز عن إدراكه إدراكاً مادياً، فهنالك ما لا يحصى من الأدلة المادية على وجوده،
والتي تدل على أنه العليم الذي لا نهاية لعلمه، الحكيم الذي لا حدود لحكمته، القوى
إلى أقصى حدود القوة.
***
جلس [بول]، فقام عالم آخر، وقال: شكرا جزيلا صديقي العزيز [بول].. واسمح لي أن أعقب على كلامك وكلام سميك،
بما ذكره سميي [ألكسيس كاريل] ذلك الطبيب الجراح، الذي حاز على
جائزة نوبل في الطب عام 1912.. والذي لم يححبه علمه عن ربه، فقد كتب كثيرا عن الله
وأهمية التواصل معه، ومن أقواله في ذلك: (لعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط
عرفت إلى يومنا هذا، وقد رأيت بوصفي طبيباً كثيراً من المرضى فشلت العقاقير في
علاجهم فلما رفع الطب يديه عجزاً وتسليماً دخلت الصلاة فبرأتهم من عللهم)
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 209