نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16
لكل مجهول يجهله.. ولهذا يفترض المؤمن بأن
هذا المجهول يجب أن يكون معلوما لمن ينكر وجود الله.. ومن هنا يتضح أن الله في عقل
المؤمن هو ذلك الفراغ الشاسع الذي يأتي بعد علامة الاستفهام في كل سؤال لا يعرف
إجابته.
***
بعد أن انتهت المحاضرتان، وألقي فيهما ما
ألقي من القنابل الموقوتة وغير الموقوتة.. طلب منا رئيس الجلسة أن نأخذ بعض الراحة،
وأن نغتنم الفرصة خلالها لنشاهد بعض المقاطع من شريط وثائقي بعنوان: [وثائقيات
الكون] أو [أوديسة الزمكان]، وأخبرنا أنها وثائقيات علمية مهمة جدا، لا يمكن لطالب
الإيمان الجديد أن يستغني عنها.. وذكر لنا أنها من إخراج [نيل ديجرايس تايسون]، والذي
أحيا بها وثائقيات [سلسلة الكون] لكارل ساجان.
وقد بدأ المقطع الأول منها بما يسميه سفينة
الخيال لاستكشاف الكون بماضيه ومستقبله.. ثم حاول إيضاح مكانتنا كسكان للكرة
الأرضية في الكون، وموقعنا من المجموعة الشمسية، ومن المجرة، ومن المجرات الأخرى
المجاورة، ومن الكون المرئي جميعا.. وكان الأصل في تلك المشاهد الجميلة التي قدمها
أن تكون وثائق للاستدلال بها على عظمة الله، لكن تايسون راح ينحرف بها عن أغراضها،
ويبين أن الإنسانية لم تكن دائماً تنظر الى الأرض والكون هذه النظرة العلمية
الحالية، وأنها لذلك وقعت في فخاخ الدين ورجال الدين الذين أوهموها أن هناك إلها
خالقا ومدبرا لهذا الكون.. ولست أدري الصلة بين ذلك كله.. لكن الإيمان الجديد وضع
منطقا خاصا لكل شيء.
بعدها عُرض مقطع آخر يروي فيه تايسون كيفية
سيطرة الإيمان الكلاسيكي على البشر حتى جعلهم يلهثون وراء أي علامية كونية،
ويوهمون أنفسهم بأنها رسالة مرسلة إليهم حصراً.. وضرب مثالا على ذلك بالمذنبات،
وما كانت تحدثه في نفوسهم من آثار.. ثم بين
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16