نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 15
وهلم جرا..
ثم راح يتجول بعينيه مسرورا في أنحاء قاعة
المحاضرت الضحمة، ثم يقول: واليوم أبشركم معشر الحضور بأن الله وصل إلى مرحلة لا
يفعل فيها أي شيء أكثر من أن يكون السبب والعلة الأولى فقط.. لكن، هل سيختفي
الإيمان بالله لو عرفنا أن سبب نشوء الكون هو سبب طبيعي بحت، وهو ما يرجحه العلم؟
ثم سكت على هيئة المتأمل، ثم قال: نعم
سيتلاشى الله حينها من الوجود إلا في تلك العقول الممتلئة بالخرافة.. والتي لا تجد
حرجا في حشر الله في كل الفراغات العلمية، لأنها بالأساس قائمة على أن وجود الله
هو مسألة بديهية، وعلى المؤمن التصديق بها دون أي سؤال، لذلك نجد المؤمن ـ ودفاعا عن هذه الفكرة التي يجد نفسه مجبرا للإيمان
بها ـ يسعى لخلق الأسباب لإيمانه، في كل فراغ علمي يخطر على باله.. ورجال الدين يدركون اليوم بأنه إذا لم تكن لله وظيفة، أو غاية، أو هدف؛ فلن يجد المؤمنون سببا للإيمان بالله أكثر من القصص والغرائب التي تمتلئ بها الكتب الدينية. وهذا في حقيقة الأمر لا يسقي ولايشبع من جوع جائع
اليوم بسبب ارتفاع مستويات التعليم.
بعد أن انتهى من محاضرته، وألقى ما شاء من
هواه، قام ثان، وكان صديقا مقربا هو الآخر من كلورانس كراوس، وريتشارد دوكينز،
وغيرهما من الشخصيات التي راح يشيد بها في أول محاضرته، ويشيد بعلاقته الشديدة
بها..
قام، وقال[1]: أحب أن
أنبهكم فقط إلى أن الاعتقاد الشائع بأن الملحد أو اللاديني أو اللاأدري يمتلك
جوابا لكل شيء هو اعتقاد ديني مغلوط، ولا أساس له من الصحة.. لأن سبب هذا الاعتقاد
هو عقل المؤمن الكلاسيكي بسبب اعتقاده الأزلي بالأجوبة السحرية
[1]
هذا النص مقتبس
بتصرف من كلمة لبسام البغدادي، في قناة الملحدين بالعربي.
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 15