نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 13
ذلك.. إنما الخوف من مشاعر التقديس التي
يواجه بها أولئك الذين جعلوا أنفسهم في مراتب الأنبياء والأولياء ليبشروا بآلهتهم
العلمية بدل الله.
ما هي إلا ساعات حتى افتتح رئيس الجمعية
المؤتمر.. وبدأت معه سهام النقد للإيمان.. وبدأت معه سهام الدعوة للعلم.. وكأن
العلم والإيمان عدوان لا يمكنا أن يجتمعا في عقل، أو يسكنا في قلب.
من الكلمات التي لا أزال أحفظها من حديثه
قوله[1]: سادتي الحضور الكرام.. إن السؤال عن وجود الكون سؤال علمي بحت مثله مثل
أي سؤال آخر نبحث له عن جواب.. فهل هناك شيء ما بعد حدود الكون؟.. هل هناك أكوان
أخرى؟.. هل هناك كائنات عاقلة مثلنا تعيش في كواكب أخرى؟.. كل هذه الأسئلة أسئلة مهمة
جدا، ونبحث لها عن جواب، طبعا؛ لكن لا علاقة لها بموضوع الله لسبب بسيط جدا، وهو
أن وجود الله من عدمه لن يؤثر على النتيجة..
وهذا يدعو عقولنا العلمية إلى التساؤل عن
مهمة الخلق بالله تحديدا.. وما هي الدلائل التي تشير الى أن هناك عملية خلق؟.. وهل
الخالق هو الله تحديدا دون كل الآلهة الأخرى؟.. ألا يمكن أن يكون سبب وجود الكون هو
سبب طبيعي جدا موجود في الكون ذاته، ولا يحتاج إلى قوة سحرية عاقلة لإيجاده؟
ثم راح يبتسم ساخرا، ويقول: إن السؤال عن خلق
الكون سؤال قائم على مغالطة منطقية بحتة، يحاول فيها السائل خداع عقل المتلقي من
خلال افتراض وجود عملية خلق، وكل ما علينا هو العثور على الفاعل، وفي هذه الحالة
يتم افتراضه الله.. كما أن اعتقاد بعض العلماء بوجود الله لا يعني بأن الله موجود،
أو بأن الله خالق، بل يعني فقط بأن هناك من
[1]
هذا النص مقتبس
بتصرف من كلمة لبسام البغدادي، وهو الملحد المعروف بمجاهرته بالإلحاد ودعوته إليه،
في قناة الملحدين بالعربي، وغيرها من المواقع.
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 13