نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 12
كنت أعرف هذه المؤسسة، وأعرف أن مؤسسها
الحقيقي هو كاهن الإلحاد الجديد الأكبر دوكنز.. فقد سمعت ذلك منه شخصيا عند رحلتي
لفندق الملاحدة.
لكن الحيلة التي مارستها تلك الجمعية هي
تبديل كلمة [الإلحاد] بكلمة [الإيمان]، حتى تتلاعب من خلال ذلك بالعقول، خاصة عقول
الطلبة الذي تريد أن تقيم هذا المؤتمر بينهم، وفي جامعتهم.
بعد حديث طويل لي مع نفسي، وبعد أنواع
كثيرة من الاستخارة مارستها، لم أجد إلا أن أذهب إلى هذا المؤتمر، وتلبية هذه
الدعوة، خاصة وأن تلك الكلمات التي سمعتها، والتي ذكر الشيخ أنه لم يقلها لم تكن
كلمات اعتباطية، بل كانت رسالة إلهية تدعوني إلى الحضور، وعدم الفرار من الزحف.
بعد أن امتلأت قناعة وعزيمة على الحضور،
رحت أحضر محاضرتي، وأنا أقول في نفسي: سيرون أين تقع علومهم التي يتباهون بها أمام
الإيمان.. وسيرون أن ما يسمونه [الإيمان الكلاسيكي] هو الإيمان الحقيقي الذي
يتوافق مع العقل والعلم وكل حقائق الوجود.. ولا يمكن لتلك الخرافات الحديثة
والحداثية التي يتشبثون بها أن تنال منه، أو تصل إلى جزء بسيط من قوّته وجماله.
***
ما هي إلا أيام حتى قليلة حتى سرت إلى
الجامعة التي يقام فيها المؤتمر، وهناك وجدت الحشود الكثيرة من الطلبة والأساتذة
وغيرهم، والذين تشكلوا على شكل صفوف لرؤية أنبياء الإيمان الجدد، وقد كانت الشرطة
وغيرها من الأجهزة الأمنية قد طوقت المكان من كل النواحي حتى لا يصيب هؤلاء أي
مكروه..
وقد أعطى ذلك كله هالة كبرى لأولئك الوفود في
نفوس الطلبة وعقولهم، وذلك مما ملأ قلبي هلعا.. فالخوف ليس من المحاضرات التي تلقى،
والتي ينصرف أصحابها بعد
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 12