نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 300
المبشرين بهذه النظرية: (لو أنكم قضيتم
حياتكم كلها في جمع العظام والقطع الصغيرة من الجمجمة والذقن، فإنكم ستشعرون برغبة
ملحة في أن تبالغوا في أهمية هذا القطع الصغيرة التي قمتم بجمعها)
ثم أضاف قائلا: الدلائل العلمية كلها تقف
ضد التطور.. العلم نفسه يقف ضد التطور.. وما دامت هذه النظرية قد انهارت فليس لك
من حل إلا الإيمان بالخالق المبدع.. وصدقني لن تجد في حياتك ما هو ألذ من
الإيمان.. لعقلك وقلبك وكل لطائفك.
***
لكني مع ذلك كله
لم أكن أستسلم أبدا، بل كنت أحتال بصنوف من الحيل على كل مؤمن.. من ذلك مثلا أني
كنت أقول لهم: هل يزول اعتقادكم بالله، عند استطاعة الإنسان خلق كائن حيّ؟
طبعا كان العوام
يسلمون لي، ويتصورون أن الأمر قد تحقق بالفعل، وأن هناك بشرا أو حيوانات قد تم
خلقها في المخابر والمعامل، لكن الباحثين المتحررين كانوا يصطدمون معي، وكان بعضهم
يسخر مني، وكان بعضهم يتعامل معي بهدوء، ويجيب عن أطروحتي بلغة علمية في قمة العقل
والحكمة.
ومنهم ذلك الذي
راح يخاطبني بهدوء بقوله: أنت تذكرني بقول بعضهم: (إنّني أستطيع أن أخلق لكم
إنسانا من الماء والهواء وبعض المواد الكيمياوية)
قلت، وقد امتلأت
حماسة لذكره لهذا: أجل.. فهو رجل من أصحابنا.. أرأيتم ثقة العلماء بعلومهم،
وبأنفسهم.
قال: لكنه غفل
عن أنّ مصنوعه هذا لا يختلف عن أي تمثال غير ذي روح، فهو يعتقد بأنّه يكفي لخلق
الإنسان أن تجتمع بعض العناصر، وتخلط مع بعضها البعض.. ولكن كل ذلك لم يتم مع مرور
فترة طويلة على تصريحه ذلك.. فالعلماء إلى الوقت الحاضر لم
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 300