نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 301
يستطيعوا أن
يوجدوا خليّة حية واحدة في المختبر.
قلت: دعنا من
الواقع الحالي.. لكن المستقبل مليئ بالمبشرات.. فيمكن للبشر في المستقبل أن يخلقوا
خليّة حيّة في أُنبوبة الاختبار.
قال: لا بأس..
فلنسلم بذلك.. ولكن بشرط أن لا يستخدموا المواد الأولية الموجودة في الطبيعة.. لأنهم
إذا فعلوا ذلك لن يكون دورهم سوى التجميع والتركيب لا الصناعة البحتة.. وبذلك لا
يحق لهم أن يزعموا أن الاختراع اختراعهم، لأن المواد الأوليّة وحقيقتها وكيفية
نشوئها خارجة عن علمهم، ولعلّ أسرار الحياة كامنة فيها، ولعلها تكون هي منبعا
للحركة، وما عَملُ الإنسان إلاّ توفير الظروف المناسبة لنموّها وحيويّتها.
قلت: ما تعني
بذلك؟
قال: لو قدر أن
يستخدم الإنسان الكهرباء، وبعضا من المواد الكيمياوية لإنشاء موجود حي، فإنّ حقيقة
الكهرباء لا تزال بعيدة عن إدراك العقل البشري، وبعد افتراض وجود الكائن الحي،
يبقى أن نعلم كيف تستطيع أن تكون هي المولدة للحركة والإحساس في الكائن الجديد..
كما أنّ هناك بعض القوى في جسم الإنسان لا تزال معقّدة وغير مفهومة في معظم
الأقسام.. وبذلك فإنا لا نستطيع القول بأنّ الإنسان قادر على خلق خليّة حيّة،
وإعطاء الروح إلى الجماد.. بل إننا نقول إنّ الإنسان قد وفّر المقدّمات والشروط
اللازمة لها، دون معرفة بالمقوّمات، وأُعطيت الحياة من قبل قوى غيبية وعوامل مجهولة.
ثم سكت قليلا،
وقال: أجبني.. ألا تستدل بصنع الإنسان لهذا الكائن الحي ـ في حال قدرته عليه ـ على
نبوغه وعقله وذكائه؟
قلت: بلى.. وذلك
مما ينفي وجود الله.
قال: لا.. ذلك
ليس دليلا.. بل إنه دليل على أن الله خلق إنسانا ذكيا وعبقريا استطاع أن يفعل ما
فعل.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 301