responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 255

هو في حقيقته ـ ومن جهة تقدير الله له ـ خير عظيم، ولكن سوء تعاملنا معه هو الذي يحول ذلك الخير إلى شر نتهم به الأقدار..

سأضرب لك مثالا على ذلك بالنار، فإن لها فوائد ومنافع كثيرة جداً، فلا يـحق لأحد أن يقول: إن إيـجاد النار شرّ اذا ما أساء استعمالها باختياره وجعلـها شّـراً ووبالاً على نفسه[1].. وهكذا الكلام عن المعاصي، فهي ليست شرا ـ من جهة تقديرها ـ بل قد أخبر a أن البشر لو لم يخطئوا لخلق الله بدلهم من يخطئ، ولكن الشر في سوء التعامل معها.

فالمعاصي المقدرة من الله رحمة محضة، كرحمة الله عباده بخلق النار، ولكن العاصي الذي يسيئ التعامل مع هذا التقدير هو الذي يحرق نفسه بها، كالذي يحرق نفسه بالعبث مع النار.

قام رجل من الجالسين، وقال: إن ما تقوله غريب.. بل هو نوع من الإلحاد والهرطقة، والشطح والبدعة، فكيف تكون المعاصي رحمة؟

قال: لو أنك تأملت في قصة آدم وإبليس لعرفت ذلك.. فإبليس عصى الله تعالى، ولعلها أول معصية تحدث في الكون، لكنه انشغل بكون المعصية مقدرة عن التعامل معها وفق ما يحبه الله ويرضاه، فلذلك عندما سأله الله تعالى، وهو أعلم به، عن الدافع لمعصيته، أجابه بكبرياء:﴿ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ﴾ (الحجر: 33)

كان في إمكان إبليس بعد ما حاقت به اللعنة أن يقول: اغفر لي وتب علي، ولكن ما تنطوي نفسه المتكبرة، والتي أبرز كبرياءها أمره بالسجود لآدم u جعلته يطلب شيئا آخر، هو مدد لمعصيته الأولى، جعلته يقول:﴿ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً﴾ (الاسراء: 62)


[1] الكلمة السادسة والعشرون، رسالة القدر، النورسي.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست