نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 253
الحروب
والمعارك تسود العالم، وبأن البراكين تنفجر يوميًا مسببة مئات الآلاف من القتلى؟
قال: سبب ذلك
بسيط، وهو أننا نسمع أخبار هذه الاستثناءات ونهتم لها، حتى أمسينا نعتقد أنها
الأصل: فنحن لا نسمع في الأخبار ـ مثلًا ـ عن هطول الأمطار بسلام في بلد كذا،
وأنها سقت الناس، بعد ظمأ، وروت الزرع، بعد جفاء، وصار الناس يهللون من الفرحة،
ولا نسمع في الأخبار عن الدولة كذا، التي تنعم بالسلام، ويسودها الأمن والأمان،
ولا نسمع عن البركان الذي انفجر في المحيط، ولم يؤذ أحدًا.. نحن لا نسمع عن هذا
أبدًا، بل نسمع عن الآلام والمصائب فقط؛ حتى ثبت في عقولنا أن الكوارث والحروب
تعمّ الأرض.
ربت على كتفي، وقال: لذلك لا تسمع
لأولئك الذين انغلقت قلوبهم عن الخير، فلم يروا في الكون إلا الشر.. فإن الشر
محدود جدا مقارنة بالخير.. ومن يعترض على أسباب الشر، كمن يعترض على خلق الماء؛
اعتراضًا على الفيضانات.. أو كمن يعترض على خلق المعادن المخصّبة للتربة، والحرارة
اللازمة لحياة الإنسان؛ إعتراضًا على ثوران البراكين.
ثم سار، وهو يقول: لو كان الإله شريرًا..
فلماذا الشر نسبي؟.. ولو كان الإله شريرًا، لماذا أعطانا العقل، وسخر لنا الأرض،
وأمدنا بالأدوات اللازمة؛ لكي نتغلب على هذا الشر النسبي؟.. ولو أن معاشر الملاحدة
قارنوا بين ما نراه في عالم الدنيا من خير وما نراه فيها من شر نسبي، لعلموا أن
هذا الإله له كامل العناية بعباده.. وأن عدم إدراكنا لسر وجود ما نراه من شر، لا
يعني أنه شر بالفعل، وأن المقصود منه إذيتنا.. ولو أنهم تركوا كبرياءهم وغرورهم
وراحوا إلى المصادر المقدسة للأديان، لوجدوا عندها الحل السهل البسيط العقلاني
لهذه التي سموها معضلة..
***
كان لكلامه تأثيرا كبيرا على نفسي.. سرت
بعدها، فلقيني صديق شاعر، راح يسمعني قصيدة قال فيها:
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 253