نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 251
قلت: بلى.. هم
يذكرون ذلك.. وقد يكونون مخطئين فيه.
قال: فهل يمكن
لعاقل أن يذكر من أدلة عدم وجود نيرون وفرعون كونه طاغية أو ظالما؟
قلت: لا يمكنهم
ذلك.
قال: فهكذا
تعامل مع ربك.. فلا تفرض عليه ما يفعل.
قلت: أتؤمن
بالله.. وتؤمن في نفس الوقت بكونه شريرا؟
قال: أنا أؤمن
بالله، وأؤمن بحكمته المطلقة، وأؤمن أن عقلي أضعف بكثير من أن يفهم أسرار حكمته في
خلقه.. ولهذا أسلم الأمر له.. نعم قد أرى بعض الأشياء مثل الثعابين والفئران شريرة
لكني موقن أن الحكيم الذي أبدعها لم يبدعها هكذا عبثا، وإنما له حكمته في وجودها،
وعدم فهي لها لا يعني عدم وجودها.. كما أن عدم فهمي لبعض وظائف الأعضاء في جسمي لا
يعني أنها أعضاء لا قيمة لها، ولا حاجة.
قال لي ذلك، ثم
انصرف بعد أن قضى على الكثير من وساوسي المتعلقة بتلك المعضلة..
***
التقيت بعده آخر،
قال لي بمجرد أن عرضتها عليه: لو أنك تأملت فيما طرحته لي، لاكتشفت أن وجود الشر
يؤكد وجود مصدر مفارق للعالم، بدلا من أن يكون دليلا على عدم وجوده.
قلت: كيف ذلك؟
قال: لأن الاعتقاد
بأن وجود الشر لا يتناسب مع وجود إله رحيم يحب الخير هو ميل نفسي، وليس دليلا
عقليا، فلا يتناقض في العقل وجود هذا الإله مع سماحه بوجود الشر في العالم الذي
خلقه لغرض الامتحان.. فوجود الشر يؤكد بالفعل وجود إله مفارق لهذا العالم
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 251