نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 250
مع كثرة الأدلة
التي تدل عليه.
***
لكن هذه المعضلة
سرعان ما بدأت تتبخر بعد أن سرت في الأرض، ولاقيت ناسا كثيرين.. وكان أولهم رجل
مؤمن قال لي ساخرا بعد أن عرضت عليه هذه المعضلة[1]: فلنفرض أن الشر الذي ذكره مقصود لذاته،
وأنه من عمل الإله.. فهل ينفي ذلك وجوده؟
قلت: أجل.. ينفي
وجوده.. فكيف يكون إلها شريرا؟
قال: ولكنك لم تنف وجود الملوك
الظلمة، والطغاة المستبدين.. فهل ينفي طغيانهم حقيقة وجودهم؟
لم أدر ما أجيبه
به، لكني قلت: الحكام والطغاة شيء.. والله شيء آخر.
قال: هذا يسمونه
التفكير الرغبوي.. فأنت تريد أن تفرض على الله كيف يكون، وكيف يتعامل مع خلقه..
والأصل أن تبحث أولا عن أدلة وجوده، فإن رأيتها كافية واقتنعت بها حينذاك تبحث في
أفعاله وأسرارها.. ولا يحق لعاقل أن يفرض على الله ما الذي يفعله.
قلت: ما تعني بقولك هذا؟
قال: الشر لا يعني العدم.. بل الشر يعني
أنه ليس شيئا جميلا.. ولكنه ليس شيئا معدوما.. بدليل أننا نرى أشياء كثيرة شريرة،
فهل ذلك ينفي وجودها.. وبهذا فإن هذه التي سميناها معضلة تقضي على نفسها بنفسها..
فكيف تثبت وجود الشر، ثم تنفي وجود صانع له بحجة أنه لا يمكن أن يكون الصانع
شريرا.
قلت: لم أفهم ما
تقصد؟
قال: ألست ترى
الخلق يذكرون نيرون وجرائمه، وفرعون وطغيانه؟
[1] اقتبسنا بعض الردود هنا من مقال بعنوان:
[هل يمكن للإله أن يكون شريرًا؟] محمود ماهر.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 250