نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 249
بعض أصدقائي من
الملاحدة الذي ردد على مسامعي ما سماه [معضلة الشر]، وقال لي معبرا عنها: أي عقل يمكن أن يعترف بوجود الله، وهو
يرى الشر أمامه في كل مكان؟.. كيف
يسكت الله عن كل هذه الانتهاكات في حق الأطفال كل يوم؟.. كيف يرضى الله عن كل هذا
الشر، وكل هذا الدم؟.. لماذا يخلق الله أطفالًا مُشوّهين إذا كان قادرًا على خلقهم
في صورة سويّة؟.. وهل الإله عاجز، فهو لا يستطيع أن يوقف كل هذا السوء والشر في
العالم؟.. أم أنه شرير، فهو يتغنّى بصراخ الأطفال، ويتلذذ بإهراق الدماء، ويستمتع
بقتل العزل والأبرياء؟
لم أجد ما أقول
له، فلم يكن لدي من المعارف في هذا الباب ما أجيبه به.. وقد توالت علي بعدها
الأحاديث التي لا تبشر إلا بهذا.. من ذلك أني سمعت (مايكل روس)، وهو أشهر فلاسفة
العلوم المنافحين بشراسة عن الداروينية، يقول في مناظرته مع (فزالا رنا): أنا لا أرفض
الإيمان بوجود الله إلا لسبب واحد، وهو مشكلة الشر.
وسمعت الشاعر
الألماني الملحد (جورج بوخنر) يعتبر هذه المشكلة [صخرة الإلحاد]
وسمعت كاهن
الإلحاد الأكبر (ريتشارد دوكنز)، يعتبرها من أدلته الكبرى على الإلحاد، حيث يقول
في كتابه [وهم الإله]: (لا بد من المسير إلى قول بسيط وسهل وهو الإقرار بوجود
الشر، ورد وجود الله)
لقد اعتبر كل
هؤلاء، أن وجود الشر في العالم يتنافى مع كون الإله عليما؛ لأن علمه يقتضي أن يمنع
هذا الشر من الوجود.. ويتنافى مع كونه قديرا؛ لأن قدرته تقتضي أن يمنع هذا الشر من
الوجود.. ويتنافى مع كونه رحيما؛ لأن رحمته تقتضي أن يمنع هذا الشر من الوجود..
ولذلك فإن وجود الشر ينفي وجود هذا الإله الذي لا يمكن أن يفتقد الصفات الثلاث
السابقة جملة [وجود إله كامل العلم.. كامل القدرة.. كامل الرحمة]
كانت هذه
المعضلة هي العائق الذي حال بين قلبي وبين تذوق الإيمان أو الإذعان له،
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 249