responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 204

فذكرت أن لها غايات تسعى لتحقيقها، ووسائل تنفذ من خلالها ما تشاء.. وأن الوجود كله مسخر لها.. وخانع ذليل أمام رغباتها.

قد تذكرون أنني بهذا لم أفعل سوى أن أبدلت اسم [الإله] باسم [الإرادة الكلية].. وذلك غير صحيح، فلم أكن أرى الوجود إلا شيئا واحدا، وهو المادة المطلقة.. ولم أكن أقول بوجود مفارق لمادة غير مادي فاعل فيها.. بل كنت أعتبر ذلك خطأ، وفكرة فاسدة، ترجع إلى تصورات الذات، وأوهام النفس التي لا حقيقة لها في الخارج.

وكنت أنظر بتشاؤم كبير إلى تلك [الإرادة الكلية] التي تتحكم في الطبيعة، والتي لا تلقي بالاً إلى الأفراد الذين تطحنهم الآلام، ويعذبهم الشقاء، ويغرقون في بحار المآسي والشرور.. لأن همها كله مصروف للنوع، وليس للأفراد.

لقد كنت بذلك كله أحاول أن أعطي تفسيرا ماديا طبيعيا للغز الشر الذي حير الفلاسفة.. وحولهم إلى مؤمنين أو ملاحدة.. وقد تصورت أنني قد وجدت الحل من خلال هذه [الإرادة الكلية العمياء الشريرة]

وقد جعلني زهوي وفرحي باكتشافها أتتبع ما أتوهمه من حركاتها، وأرسم لها صورة ممتلئة بالسوداوية والتشاؤم.. فذكرت أن الموت هو عدو هذه الإرادة الكلية.. فهو الذي يحاول أن يقضي على الحياة والأحياء.. وأن الإرادة الكلية تستعمل كل ما تملكه من وسائل وغرائز لتهزمه .. وبذلك تعوض عن طريق النسل ما يأخذه الموت، وتبقي الحياة والأحياء تحقيقاً لرغبة الإرادة الكلية.

وذكرت أن الحياة كلها، بل الوجود كله شرور وأحزان ومشقات وآلام، وليس في الوجود كله خير قط، ولا يعرف معنى السعادة، وأن أقصى ما يتصور من خير في الوجود، أن تقل شروره، أو تخف آلامه.

وذكرت أن الشر والشقاء والتعاسة هي جوهر الحياة، وحقيقة الوجود.. وأن هذه

نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست