نام کتاب : التخريج عند الفقهاء والأصوليين نویسنده : الباحسين، يعقوب جلد : 1 صفحه : 324
خالياً من العيوب التي تشين العقل، وتنقصه، كالجنون والعته والسفه [1].
ب- أن يكون مؤمناً بشريعة الإسلام. وهذا الشرط من الأمور المعلومة بداهة، ولهذا لم يذكره أغلب العلماء، غير أن طائفة منهم، مع بداهته، نصت عليه. فقد ذكر الآمدي في الإحكام، أن من شروط المجتهد أن يعلم وجود الرب- تعالى- وما يجب له من صفات، ويستحقه من الكمالات، وأن يكون مصدقاً بالرسول- صلى الله عليه وسلم- وما جاء به من الشرع المنقول [2].
كما نص على ذلك ابن الهمام وغيره [3] لكن إبراهيم بن موسى الشاطبي (ت 790هـ) ذكر أن النظار (أجازوا وقوع الاجتهاد في الشريعة من الكافر المنكر لوجود الصانع والرسالة والشريعة [4]).
وهذا كلام غريب قال الشيخ عبد الله دراز (ت 1351هـ) - رحمه الله- معقباً على ذلك: (ما هي ثمرة هذا التجويز؟ هل يقلده المسلمون فيما استنبطه من الأحكام الشرعية، وهذا غير معقول، أم يعمل هو بها؟ وهذا لا يعنينا ولا يعد اجتهاداً في الشريعة [5]). ومقتضى هذه الدعوى تجويز اجتهادات المستشرقين من أعداء الإسلام، والمنكرين لنبوة محمد- صلى الله عليه وسلم- وهذا باطل يقيناً.
ج- أن يكون فقيه النفس [6]. والمقصود بذلك أن يكون شديد الفهم بالطبع [1] الاجتهاد ومدى حاجتنا إليه ص 162 و 163. [2] الإحكام 4/ 162 و 163. [3] التحرير بشرح التقرير والتحبير 2/ 292، وشرح الكوكب المنير 4/ 464 و 465، وفواتح الرحموت 2/ 363. [4] الموافقات 4/ 111. [5] المصدر السابق هامش (3) ولاحظ مناقشة كلام الشاطبي بشأن المقدمات. [6] البرهان 2/ 1332، وجمع الجوامع بشرح الجلال المحلي وحاشية الأنبابي 2/ 382.
نام کتاب : التخريج عند الفقهاء والأصوليين نویسنده : الباحسين، يعقوب جلد : 1 صفحه : 324