(بِالْوَرَقَاتِ) المنسوبة (لِلإِمَامِ الْحَرَمِي) (لِلإِمَامِ) إمام بمعنى مؤتم به إمام فعال بمعنى مفعول وهو إمام عند من؟ عند من؟ هو أشهر إمام لكم؟ هل إمامته كإمامة الإمام أحمد بن حنبل؟ الجواب: لا، حاشا وكلا، بل هو إمام عندهم أصلاً وفرعًا، لأن أبا المعالي يعد من أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي، وهو من محققي على قولهم من محققي مذهب أبي الحسن الأشعري في المعتقد، لذلك له قوله المعتمد عندهم إذن قوله: (لِلإِمَامِ) هذا نقول: فيه تسامح. (الْحَرَمِي) أي: المنسوب للحرمي ما المقصود بالحرمي هنا؟ المنسوب للحرمين الذي يقال له: إمام الحرمين هذا لقب له يقال له: ضياء الدين، وإمام الحرمين. لماذا قيل: إمام الحرمين؟ قيل: أنه جاء وراء الحرم المكي والحرم المدني أربع سنين يفتي ويدرس ويؤلف، فسمي للمجاورة إمامًا للحرمين وليس هذا الوصف مختصًا به ليس هذا الوصف مختصًا به، وإنما شاركه غيره لكن إذا أطلق إمام الحرمين انصرف للجويني أبي عبد الله، أبي المعالي عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني النيسابوري الشافعي.
وَقَدْ سُئِلْتُ مُدَّةً فِي نَظْمِهِ**مُسَهِّلاً لِحِفْظِهِ وَفَهْمِهِ
(وَقَدْ سُئِلْتُ) هذا كلام للعمريطي، قد هذه للتحقيقية (سُئِلْتُ) أي: طلبني، من الطالب هنا؟ طلاب العلم، ويحتمل أنه بعض العلماء، ثم سؤال العلماء في مثل هذه المواضع في التأليف والتصنيف قد يكون سؤالاً للمقال، وقد يكون سؤال بالحال، بالمقال باللسان أيها العالم انظر كذا أُكتب في مسألة كذا هذا سؤال يطالب بالمقال، وقد يكون بالحال أن ينظر حال العالم فيجد في الطلاب حاجة ماسة إلى نوع ما من التصنيف والتأليف فيقول: قد سألني، ويجوز هذا قد سألني يعني: الطلاب بلسان الحال، لم ينطقوا بهذا، لكن بحالهم وحاجتهم إلى كتاب ينظم هذا الكتاب قال: قد سألني، لكن الظاهر أنه سؤال بالمقال.
قال: (فَلمْ أَجِدْ مِمَّا سُئِلْتُ) إذن هناك إلحاح
(فَلمْ أَجِدْ) (وَقَدْ سُئِلْتُ) يعني: طُلِبَ مني من مقالي (وَقَدْ سُئِلْتُ مُدَّةً) أي طلب مني مقالاً بالمقال (مُدَّةً) أي من مدةٍ، والمدة المراد بها البرهة من الزمن مدةً طويلة. (فِي نَظْمِهِ) يعني: في نظم كتاب الورقات لإمام الحرمين المذكور. (مُسَهِّلاً) في نظمه المراد بالنظم هنا الأراجيز المعروفة على أوزان معينة وهي: "مستفعلن" ست مرات، هذه تسمى أرجوزة من باب الرجز، وزنه "مستفعلن" ست مرات والنظم هذا يعدل إليه كثير من العلماء، لماذا؟ قالوا: لأنه أسرع في الحفظ، أسرع من النسخ، وهذا لا إشكال فيه وأرسخ في الذهن وأعذب في السمع يعني النفس إذا سمع يعني تنشرح وتنبسط لذلك قال السفاريني:
وصار من عادة أهل العلم ** أن يعتنوا بالنظم في النظم
لأنه يسهل للحفظ كما ** يروق للسمع ويشفي النفس
وصار من عادة عَادة أهل العلم أن يعتنوا ( ... ) المشار إليها سابقًا بالنظم، في النظم.
لأنه يسهل للحفظ كما ** يروق للسمع ويشفي النفس