إقليم معين، أو منصب، أو وزارة في الدولة، فابتداء من عصر المأمون والحرب التي دارت بينه وبين أخيه الأمين، والتي هي في حقيقتها ليست إلا لونا مقنعا من الحرب بين العرب والفرس، فكان العرب وراء الأمين، والفرس وراء المأمون، وما ثورة "نصر بن شبث" ضد المأمون الأخير دليل ونموذج على ذلك[1].
ثم إن الفرس أنفسهم حاربوا المأمون وجها لوجه مثلما كان من "حرب البابكية"[2] بزعامة قائدهم "بابك الخرمي"، الذي خرج على المأمون وانتصر عليه في بعض المواقع، ومات المأمون ولم يستطع القضاء على هذه الثورة بل خلفها لأخيه المعتصم.
هذا بالإضافة إلى الثورات والتمردات والفتن الأخرى مثل: "حركة الزط"[3]، و "ثورة المصريين"[4]، و "فتنة خلق القرآن" التي كانت أعظم هذه الفتن، والتي لم يسلم من تيارها المحدثون والفقهاء.
ففي سنة ثماني عشرة ومائتين كتب الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد إلى ابن الحسين إسحاق بن إبراهيم ببغداد في امتحان [1] انظر التفصيل في: "تاريخ الطبري": (8/ 577، وما يليها) من الحوادث سنة 205 إلى سنة 210 هـ، و"تاريخ الإسلام السياسي" للدكتور حسن إبراهيم: (2/ 179، وما بعدها) . [2] انظر: "مروج الذهب" للمسعودي: (4/ 29) .
3 "تاريخ الإسلام السياسي" للدكتور حسن إبراهيم: (2/ 69- 70) .
4 "تاريخ الإسلام السياسي" للدكتور حسن إبراهيم: (2/ 69- 70) .