نام کتاب : الفلاكة والمفلوكون نویسنده : الدلجي، أحمد بن علي جلد : 1 صفحه : 142
وأقبض خطوي عن أمور كثيرة ... إذا لو أنلها وافر العرض مكرما
وأكرم نفسي إن أضاحك عابسا ... وإن أتلقى بالمديح مذمما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أدالوه فهان ودنسوا ... محياه بالأطماع حتى تجهما
أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة ... إذن فأتباع الجهل قد كان أحزما
ومنه:
لا يحطن رتبي سوء حالي ... آية الحسن في الجفون السقام
أنا كالنار أطفأ القطر منها ... ولها بعد نفخة اغتلام
ومنه:
أصبحت مثل السيف أبلى غمده ... طول اعتلاق نجاده بالنكب
إن يعتليه صدافكم من صفحة ... مصقولة للماء تحت الطحلب
ومنه:
وأنت السيف إن تعدم حليا ... فلن تعدم فرندك والغرار
ورب مطوق بالتبر يكبو ... بصاحبه وللرهج اعتبار
الفصل الثالث عشر
في وصايا يستضاء بها في ظلمات الفلاكة
وبهذا الفصل نختم الكتاب إن شاء الله تعالى
اعلم يا أخي في الوفا وإخوة المصطفى خصوصا المفلوك مثلي إن في الكمالات النفسانية لذة تزيد على اللذات الجسمانية، فلا تستصغرن نعمه الله فيما زويت عنك الدنيا، واستحضر قوله صلى الله عليه وسلم: {إن الله يعطي الدنيا لمن يحبه ولمن لا يحبه ولا يعطى الدين إلا لمن يحبه، وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ منه فقد أخذ بحظ وافر}.
وانظر كيف يكون استجلاء لطائف العلوم شاغلا عن الأكل والوقاع أفتراه يكون دونها لذة وهو شاغل عنها، وعليك من العلوم بالكتاب والسنة والتمتع بما
نام کتاب : الفلاكة والمفلوكون نویسنده : الدلجي، أحمد بن علي جلد : 1 صفحه : 142