نام کتاب : الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري نویسنده : الآمدي، أبو القاسم جلد : 1 صفحه : 497
معالم هذه، وربما غشيت وجه الأرض كله بتراب الأرض الأخرى، وفي ذلك يقول ذو الرمة:
ضهول كساها ترب أرض غريبة ... سوى أرضها منها الهباء المغربل (1)
ضهول: وصف للريح، وذكرها في بيت قبل هذا، والهاء في كساها راجعة إلى رسوم الدار التي وصفها، وضهول ماؤها: يجيء قليلاً قليلاً.
وضهول كل شيء: رجوعه، وبئر ضهول: يجيء ماؤها قليلاً قليلاً، ويروى: «جفول» أي سريعة ذاهبة، فهذا في ريح واحدة.
فأما الريحان المختلفان، فإن أحداهما تنسف عن الأرض التراب، والأخرى ترده إليها على ما قال امرؤ القيس:
. . . . . . . . . لم يعف رسمها ... لما نسجتها من جنوب وشمال (2)
فلعل الطائيين فيما شرطاه إنما أشفقا من أحد فعلي الريح، وهو طموسها للرسم.
وقال البحتري:
أسند صدور اليعملات بوقفة ... في الماثلات كأنهن المسند (3)
دمن تقاضاهن إعلان البلى ... هوج الرياح الباديات العود (4)
حتى فنين وما البقاء لواقف ... والدهر في أطرافه يتردد
وهذا معنى عجيب، وغرض حسن، والمسند الدهر، أراد أن طلول الدار والماثلات ثابتة فيه كثبات الدهر ودوامه، وإنما قال: أسند، من أجل قوله: المسند.
نام کتاب : الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري نویسنده : الآمدي، أبو القاسم جلد : 1 صفحه : 497