في الحرف، والفرق بين المجهور والشديد. أن المجهور يقوى الاعتماد فيه، والشديد يقوى لزومه في موضعه. فعرفت أن منع الجرى في الجيم ولزومه لموضعه، يمنعان دخول الجيم المغربية تحت هذين المعنيين، لأنها متفشية قطعا، وذلك النوع فرع من غير نكير، فلا يجعله التعود أصلا يعتمد عليه.
وهذه النصوص المتقدمة، لا تقبل التأويل، وقد رأينا قراء مصر - وهم من أكثر بلاد الإسلام قراء - لا ينطقون بالجيم المغربية، وإن كان بعضهم يجعلها كافاً معقودة، إلا أن هذه أقرب إلى الجيم الشديدة من المغربية، فإنها تقارب الشين، والكاف أقرب إلى الجيم الشديدة من الشين. أما أهل الحجاز واليمن ونجد والعراق، فكلهم ينطقون بالشديدة. وأما أهل الشام: فواسطة بين النوعين، وهم ينطقون به دون المغربية بكثير، وهي بعيدة من الحجازية والحاصل أن الجيم فصحى، وهي الشديدة. وفرعية، وهي المغربية، وأكثر القراء في جميع الأرض على الفصحى، إلا المغرب، وأهل القبلة من صحراء شنقيط. وقد عدّ سيبويه الجيم التي كالشين، من الحروف غير المستحسنة، التي لا تكثر في لغة من يرتضي عربيته. وقال: إنها لا تستحسن في قراءة القرآن، ولا في الشعر. ثم قال: وهي الكاف التي بين الجيم والكاف، والجيم التي كالكاف، والجيم التي كالشين. وهذا نص صريح لا يقبل التأويل. فإن الجيم المذكورة يجري فيها الصوت، كما يجري في الشين.
الكلام على الضاد
كل أهل شنقيط، ينطق بالضاد الموجودة في مصر وغيرها، سوى العلامة اللقن الفهم، محمد فال بن باب حفظه الله، فإنه ينطق بها قريبة من الظاء المألوفة،
وكان أحدث القراءة بهذه الضاد، بعد أن رجع من الحج في آخر أيام السلطان مولاي الحسن رحمه الله. وقد أنكر عليه بعض أهل شنقيط ذلك. وقدمت