المتفشاة، إلا قليلا فإنهم يقرءونهما بالجيم الشديدة، وهؤلاء مثل إدوعل، ومن يقلدهم في ذلك، وأهل تكانت والحوض وآدرار، يقرؤون بالجيم الشديدة أيضا، وأهل اللغة الأزلي، يقولون لأهل اللغة الثانية: ويجعلون لله ما يكرهون، لأنهم ينطقون في كلامهم العادي، وفي الأشعار، وفي الكتب والفقه، بالجيم المغربية، وأما القرآن والحديث: فلا ينطقون فيهما إلا بالجيم الشديدة، أما هؤلاء فإنهم يجيبون بأنهم راعوا في القرآن والحديث، وجوب النطق باللغة الفصحى، وفيما عداهما، اتبعوا السهل مع جوازه. لأنه لغة توجد بمرجوحية.
حجة أهل الجيم المفتشاة: أن الجيم الشديدة لغة السودان، وهم أعجام، وتأولوا كلام التسهيل الآتي، بما لم يحضرني الآن.
وحجة أهل الجيم الشديدة: أن الجيم المتفشاة، لغة الشلح والبربر، فكما طعنتم في لغتنا، نطعن في لغتكم، وحيث وقع دليلان متقابلان بالنسبة إلى العجم، فالحكم بيننا إنما هو كتب الأئمة.
قال سيبويه في كتابه: (ومن الحروف الشديدة، وهو الذي يمنع الصوت أن يجري فيه، وهو الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والتاء والدال والباء، وذلك أنك لو قلت الحج، ثم مددت صوتك، لم يجز ذلك. وقال الدماميني عند قول التسهيل: (ومنها: شديدة يجمعها أجدك قطب) ومعنى الشدة على ما ذكر سيبويه: امتناع الصوت أن يجري في الحرف، ويعتبر ذلك في النطق، فنقول: الحق والحج مثلا، فلو رمت مد صوتك في القاف والجيم وغيرهما من حروف الشدة لامتنع. وقال ابن الأنباري في أصول اللغة: ومعنى الشديدة أنها حروف صلبة لا يجري فيها الصوت، ولذلك سميت شديدة. وفي القاموس وشرحه: والحروف الشديدة ثمانية.
وهي الهمزة والجيم والدال والتاء والطاء والباء والقاف والكاف. قال ابن جني: ويجمعها قولك: أجدت حبقك. وقولهم: أجدك طبقت: وأجدك قبطت. وفي الهمع: الشدة امتناع الصوت أن يجري