عند الناس، وما لهم من الإحسان عندهم وسبب هذه الحرب أن أحد القبيلتين مر بمنهل، فترك جمله يشرب في حوض، فضرب بعض أهل الماء جمله، فتشاتما، وآل الأمر إلى ضرب صاحب الجمل. فتحزب لكل واحد منهما قومه، وكان ابن الشيخ سيدي الموجود في وقتنا هذا، مسموع الكلمة، وكان من أهل الإصلاح وسعى جهده فيه، وبذل الماء الكثير، لكنه لم يقدر على إطفاء تلك الثائرة، فانضم كثير من الترارزة إلى أولاد ابييري، وانضم ابن أحمد، رئيس البراكنة إلى إجيجبه. فلما التقى الجمعان، تقابلت الترارزة والبراكنة، فهزمهم الترارزة. وتقابل أولاد ابييري وإجيجبه، فزمهم إجيجبه، فرجع البراكنة من حيث أتوا، وبقى إجيجبه يلعبون هيب (وهي لعبة معروفة) ويحرقون أثاث أبناء ابييري. فتراجعت الطوائف عليهم، وهزموهم شر هزيمة. ثم أن أولاد ابييري رحلوا إلى أرض الترارزة، وكان هذا من الأسباب الداعية لتوجه فرانسة إلى أرض شنقيط لكثرة القلق والنهب فيها.
الكلام على لغات أهل شنقيط وأصلها
يقال: أن لغات تلك الأرض، كانت قبل دخول العرب هناك قسمين، قسم يسمى أزَيرْ. وقسم يقال له: أكلام أزناكه. أما القسم الأول، فلم يبق له أثر، إلا في مدينة وادان، فإنه إلى الآن يوجد من يتكلم به، والأغلب في ظني أن القسمين واحد. وقد ذكر سيدي عبد الله بن محمد بن القاضي العلوي، الذي جعلناه أول ترجمة من هذا
الكتاب، هذه اللغة بقوله:
لقد شمخت أنفاً علينا خديجة ... وقالت بآزار لها إدَوارنِ
ونحن الأنوف الشامخات على الورى ... تقاصر عنا كل أنف ومازن
وسبب قوله لهذه الأبيات، إنه كان مقيما بوادان لطلب العلم، فاتفق إنه كان