لأن أرضه تبعد عن شنقيط بنحو عشرة أيام، وكانت الساقية الحمراء، خالية لا أنيس بها لشدة الخوف، ولقحولتها دائما، حتى عمرها الشيخ ماء العينين، وبني فيها الدور، وغرس النخل فسهلت المواصلة بين شنقيط وغيرها من المواضع المغربية، أعنى التابعة للمخزن، وهي في الأصل، للركيبات، قبيلة أصلهم من الزوايا، إلا أنهم يحملون السلاح في أكثر أوقاتهم، والعلم فيهم قليل.
الكلام على إينشيري
هو بعد آدرار من جهة غربيه، وهي أرض مستوية بينه وبين سنكال، في وسطه جبال وآبار مشهورة. منها:
(تابرْنكوتْ) هي بئر مشهورة، وعندها جبل عظيم.
(إتْوْبزِّكْتْ) هي منهل، وبها دار للشيخ سعد أبيه، وله بها أخصاص، وقد خلت من
الأنيس، بسبب الحروب التي وقعت بين قبائل العرب وبينهم أيضا، وبين الدولة الفرنسية.
الكلام على تيرس
(تِيرسْ) أرض مشهورة واسعة جدا، واقعة غربي آدرار، وتشتمل على مواضع كثيرة، وحدودها من جهة أرض القبلة غير معلومة عندي، وتتصل بالبحر المحيط من جهة الغرب. وهي من أجود ما سمعنا به أرضا، إلا أن الأمطار فيها قليلة جدا، والمطر فيها ان نزل، يحدث بأهل تلك البلاد ابتهاجا عظيما، ونبتها ليس بالسريع النمو، فبعد نزول المطر، يرعى بعد ثلاثة أشهر، قالوا ويصدق عليها قول العرب: شهر ثرى وشهر ترى وشهر مرعى، فأرضها بعد المطر، تبقى شهرا ثراء من غير نبت. ثم تخرج رؤوس النبت بعد شهر، ثم تبتدئ المواشي في رغيه بعد الشهر الثالث، وإذا نزل المطر، يقدِّر أهل تيرس العارفون لها، أمد