الخصب الذي يحدث، فيقولون: تنعم سنة أو سنتين أو أكثر أو أقل، وإذا شبعت الإبل من بقلها سنة الخصب، يرفعون عنها ما يغطون به ضروعها، وهو شيء يسمونه الشمال، منسوج مما تعمل منه الحبال، يشد على ضروعها، لئلا ترضعها الفصلان، وذلك خوفا على ضروعها من أن يفسدها اللبن، فيرضعها الفصيل متى شاء، ورعاتها تتفقد ضروعها بالحلب، وكثيرا ما يهرقون اللبن على الأرض، لعدم من يحتاج إليه، وإذا وقع الخصب، يحملون على الفصيل من سنة ولادته، لأنه يصير كبيرا قويا، وربما ولدت الأنثى لسنتين أو نحوهما، وهذا لا يوجد في غير تيرس، ولا يوجد في أرضها مرض الذباب، الذي يسمونه تابُريتْ، وإذا أجدبت يصيب إبلها الجرب، وربما أفناها، وليس بها زراعة، وربما بلغ أحد أهلها الستين أو أكثر، ولم يأكل الخبز ولا العصيد، انما يشرب اللبن أو يأكل اللحم أو التمر، وليس بها نخل، وإنما يصل إليها التمر من آدرار.
وأهلها أشد الناس كلفا ببلادهم، ويقولون إنها تنبت الإبل، كما ينبت المطر النبات. ومن كلامهم: أربع أنياكْ وآمخول، وأربع ليالي واتحول، واعْبلَ زَنْدكْ لا تْبوَّلْ، أربع اسنين اتْموَّلْ.
وأكثر أشجار تيرس: الطلح، وفيها اليتُّوع ويقال له آفرنان. ومن نباتها: آسكاف والحاذ وانسيل والثمام، ويقال له: أم ركبه، والفول، وهو نبت تأكله الإبل، وهو غير الفول عند المشارقة.
ويحد تيرس من جهة شرقيها الشمالي: