ما إن تقى أموالنا مُهجاتنا ... كلاّ ولا مهجاتنا أموالنا
وإذا دعاكنَّ الجوابَ وإن سَعا ... كنا حواليه وكان خلالنا
ويصيبُ من صافَ العدوَّ عِدواؤنا ... وينالُ من والى الوليَّ نوالَنا
خُلُقاً لنا لا صالحين لغيره ... خلقاً وليس بصالحٍ إلاّ لنا
هذا وما كنَّا نحُومُ حوالَ منْ ... كنا نراهُ ولا يحوم حوالنا
وإذا أبى إلاّ القطيعَةَ والجفا ... ورأى الصَّواب بغيرنا إبدالنا
قمنا فعالجنا الوِصالَ فإِن أبا ... إلاّ قطيعتنا قطعنا يا لنا
لِمَ لا ألسْنا الأغْنياَء بربنا ... يا ليت شعري مالنا ما خالنا
والأرض لا تأبى إذا يأبى لنا ... مهما عكمنا بالرحال جمالنا
إعمالنا قُتْلَ المهارى فوْقَها ... حتى ننالَ ببلدةٍ آمالنا
وله أيضا:
أأرقَتْ عيناكَ مِنْ طيفٍ ألَمْ ... هاج للمحزون مكنون الألَمْ
زار ممن أنت تهوَى موهناً ... برخيم الصَّوتِ مكحولٍ أحم
ابن بيدٍ باتَ يَسري مُدْلجاً ... ليله حتى إذا انجاب جثم
عِندَ حدباءِ القَرى أسْأرها ... خَبْطُها فِيحَ المَوامي والظلم
بين مُعْزٍ وتلالٍ وصُوًى ... ورمالٍ وبطاحٍ وأكَمْ
وكتب على صديقين له:
يا أيُّها الرَّاكبُ الموموقُ هبك لدىْ ... أخاً تقوم يداهُ لي مقامَ يَدىْ
أنْتَ الأمينُ على ما آنَ مرسله ... إلى الأمين الذي دأبى هواهُ ودىْ دنى
بلّغْهُ عني تحايا مالها كفؤٌ ... إلا اجتماعكما بعدَ الفراق لدىْ
وأنَّ جُندَ الهوى في الصَّدر مُعتَركٌ ... بكلّ سَهْم ورُمْحٍ سمْهري ورُديْ نِيّ
لذكَ قد سبقتْ لي منْكما عِدَةٌ ... وأعْدُ كان على أهل السماحةِ ديْنا