responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 121
المعنى: إنَّ القناعة صاحبها ملك؛ لأنه في غنىً عن الناس؛ لأنه لا يحتاج إلى خول، ولا أنصار، ولا عساكر، ولا يُخشى عليها من زوال؛ لأن ملوك الدنيا يحتاجون إلى الخول والأعوان والأنصار لأجل خوف زوال الملك منهم، ويدلك على ذلك الحديث المتقدم، وقال عليه الصلاة والسلام: ارضَ بما قسم لك تكن أغنى الناس، واجتنب ما حرّم الله عليك تكن أورع الناس، قال ابن عنين [1]: (من البسيط)
الرِزقُ يَأتي وَإِن لَم يَسعَ صاحِبُهُ ... حَتماً وَلكِن شَقاءُ المَرءِ مَكتوبُ
وَفي القَناعَةِ كَنزٌ لا نَفادَ لَهُ ... وَكُلُّ ما يَملِكُ الإِنسانُ مَسلوبُ
وقال آخر [2]: (من المجتث)
خذ من العيش ما كفى ... فهو إنْ زادَ أَتْلَفا
كسراج منور ... إن طفا دهنته انطفا
وقال الطغرائي [3]: (من السريع)
لا تلتمسُ فضلَ الغِنَى إنهُ ... مَتْلَفةٌ يشقَى بها الحُرُّ
/أَما تَرى المرءَ له عِبرةٌ ... في صدفٍ أهلكه الدُّرُّ [70 أ]

ترجو البَقاءَ بدارِ لا ثَباتَ لها ... فهل سَمِعْتَ بظلٍّ غيرِ منتقلِ
اللغة: الرجاء: الأمل، والبقاء: ضد الفناء، وبقية البيت مفهوم.
الإعراب: ترجو: فعل مضارع، وأصله أترجو، فحذفت منه همزة الاستفهام، وهو جائز، كقول الشاعر [4]: (من الطويل)
فوالله ما أدري وإن كنت دارياً ... بسبع رمين الجمر أم بثمان
والفاعل لترجو ضمير مستتر فيه تقديره أترجو أنت، البقاء: مفعول به، فهل: الفاء للتعقيب، هل: حرف استفهام، وغير: صفة لظل، منتقل: مجرور بالإضافة إلى غير.
المعنى: أترجو الخلود والبقاء بدار هي في نفسها لا بقاء لها، وهي أشبه شيء بالظل، كما قال القائل [5]: (من الكامل)
أَحلامُ نَومٍ أَو كَظِلٍّ زائِلٍ ... إِنَّ اللَبيبَ بِمثلِها لا يُخدَعُ
وأخذ يضرب له مثلا في الخارج، فقال له مستفهما: هل سمعت بظل غير منتقل؟ وهذا إلزام له؛ لأنه يضطر إلى أن يقول: ما رأيت، لأن الظل مستفاد من حركة الشمس،

[1] ديوانه، ص 243
[2] البيتان في الغيث المسجم 2/ [399 ب] لا عزو.
[3] ديوانه، ص 161
[4] لعمر بن أبي ربيعة، ص 145، وفيه: فوالله ما أدري وإني لحاسب ...
[5] نسب هذا البيت لكل من: ابن أبي حصينة، ديوانه / (م). وعمران السدوسي، ديوانه / (م).
نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست