نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 104
وبيت الطغرائي مأخوذ من قول أبي العلاء المعري: (من البسيط)
وما ازْدُهِيتُ وأثوابُ الصِّبا جُدُدٌ ... فكيفَ أُزهَى بثوْبٍ من ضنىً خَلَقِ
ومن قوله أيضا في رسالة له يخاطب الدنيا: أسأتني غانية، فكيف بك عجوزا فانية، أي ما انتفعت بك وأنا شاب، فكيف أنتفع / وأنا هرم، والدنيا قد يقال لها شابّة وعجوز بمعنى [60 أ] يتعلق بذاتها، وبمعنى يتعلق بغيرها، فمن أول زمن آدم إلى زمن إبراهيم تسمى شابة، وإلى زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسمى كهلة، وبعد ذلك إلى يوم القيامة تسمى عجوزا، والمعنى الثاني وهو مجاز أنها بالنسبة إلى أوان كل شخص، وعلى هذا يحمل قول المعري في مخاطبته الدنيا، وإلاّ فالمعري لم يعمر من أول وجود الدنيا، وكذلك في قول أبي الطيب [1]: (من البسيط)
أَتى الزَمانَ بَنوهُ في شَبيبَتِهِ ... فَسَرَّهُم وَأَتَيناهُ عَلى الهَرَمِ
وقال آخر في معنى قول الشاعر [2]: (من الطويل)
إذا المرء أعيته السيادة ناشئاً ... فمطلبها كهلاً عليه شديد
وقول الآخر [3]: (الكامل)
وإذا الفتى من دهره كملت له ... خمسون وهو إلى التُّقى لا يَجنَحُ
طلعت عليه المخزيات وقلن قد ... أرضيتنا فكذاك كن لا تبرحِ
وإذا رأى إبليس صورته بدتْ ... حيَّ [4] وقالَ فديت من لم يفلحِ
غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتِها ... فصُنْتُها عن رخيصِ القَدْرِ مبتَذَلِ
اللغة: غلا السعر إذا ازداد، والعرفان: المعرفة، والقيمة: العوض، والرخص: ضد الغلاء، القدْر: مبلغ الشيء، مبتذل: ممتهن.
الإعراب: غالى: فاعل من المغالاة، فهو فعل ماض، والمفاعلة لا تكون إلاّ بين اثنين، عرفان: فاعل غالى، بقيمتها: الباء للتعدية، فصنتها: الفاء للتعقيب، وصنتُ: فعل وفاعل، عن رخيص: عن للمجاوزة [ورخيص مجرور بها، والقدر: مجرور بالإضافة إليه، مبتذل: مجرور على أنه] [5] صفة لرخيص.
المعنى: إنّ عرفاني بنفسي يغالي الزمان أوالورى بقيمتها، فهو يسوم العوض عنها، وما يجد لها كفؤاً في القيمة من الناس، فلهذا أصونها ولا أبذلها لرخيص القدر مبتذل، ومن كانت / [1] ديوانه 2/ 262 [2] البيت في الغيث المسجم 2/ [175 ب] لا عزو، وهو من أبيات الحماسة. [3] نسبه السيوطي في الأزهار فيما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار، ص 40/ (م) لابن الوراق النحوي، وبلا عزو في الغيث المسجم 2/ 175 [4] اسم فعل أمر بمعنى أقبل. [5] ما بين الحاصرتين زيادة من الغيث المسجم 2/ 179
نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 104