responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 38
ومن مهلهلها وسهلها قوله عليه السلام: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل واعدد نفسك في الموتى، فإذا أمسيت فلا تحدثها بالصباح، وإذا أصبحت فلا تحدثها بالمساء، وخذ من صحتك لسقمك، ومن شبابك لهرمك، ومن فراغك لشغلك".
وإن شئت إيضاحا وبيانا، وعلما وعرفانا، فوازن بين قول النمر بن تولب يذم الحياة:
يود الفتى طول السلامة والغنى ... فكيف ترى طول السلامة يفعل
يكاد الفتى بعد اعتدال وصحة ... ينوء إذا رام القيام ويحمل
وقول الفند الزماني:
أيا تملك يا تمل ... وذات الطوق والحجل
ذريني وذري عذلي ... فإن العذل كالقتل
تجد المدى واسعا والهوة بينهما سحيقة والتفاوت لا حد لغايته، أو اقرن بين قول معن بن أوس في الفخر:
لعمرك ما أهويت كفي لريبة ... ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها ... ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
وأعلم أني لم تصبني مصيبة ... من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي
وقول بشار بن برد:
ربابة ربة البيت ... تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات ... وديك حسن الصوت
ترى عجبا عاجبا وتفاوتا في الصنعة لا يحتاج إلى مراء أو جدل.
وإن شاقك أن تعرف فاخر الكلام ورصينه، وما يسابق معناه ولفظه، ولفظه معناه، وما لا يكون لفظه أسبق إلى سمعك من معناه إلى قلبك، وما قالوا في مثله إنه يدخل في الآذان بلا استئذان فانظر قول الرقاشي في العظة والاعتبار: "سل الأرض من شق أنهارك وغرس أشجارك وجني ثمارك, فإن لم تجبك حوارا أجابتك اعتبار". وقول بعض الكتاب: مثلك أوجب حقا لا يجب عليه, وسمح بحق وجب له، وقبل واضح العذر، واستكثر قليل الشكر، لا زالت أياديك فوق شكر أوليائك، ونعمة الله عليك فوق آمالهم فيك.

نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست