نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 322
المقابلة:
ومن الطباق نوع يخص باسم المقابلة، وهي أن يؤتى بمعيين متوافقين أو أكثر ثم يؤتى بما يقابل ذلك على سبيل الترتيب.
فمقابلة اثنين باثنين كقوله عليه السلام لأم المؤمنين عائشة: "عليك بالرفق يا عائشة فإنه ما كان في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه".
وقول النابغة الجعدي:
فتى تم فيه ما يسر صديقه ... على أن فيه ما يسوء الأعاديا
ومقابلة ثلاثة بثلاثة كقوله تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [1].
وقول المتنبي:
فلا الجود يفني المال والجد مقبل ... ولا البخل يبقي المال والجد مدبر
ومقابلة أربعة بأربعة، نحو: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [2] وتتضح لك مقابلة اتقى باستغنى إذا علمت أن المراد بالاستغناء الزهد فيما عند الله كأنه استغنى نه، فلم يتق، أو استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الجنة، فلم يتق.
ومقابلة خمسة بخمسة[3] كقول أبي الطيب:
أزورهم وسواد الليل يشفع لي ... وأنثني وبياض الصبح يغري بي
ومقابلة ستة بستة كقول الآخر4:
على رأس عبد تاج عز يزينه ... وفي رجل حر قيد ذل يشينه [1] سورة الأعراف الآية: 157. [2] سورة الليل الآيات: 5 و6 و7. [3] كذا ذكر الواحدي في شرحه لديوان أبي الطيب، قال في الإيضاح: وفيه نظر لأن لي وبي صلتان ليشفع ويغري، فهما من تمامهما بخلاف اللام وعلى في قوله تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} .
4 نسبه بعض الحواشي لعنترة.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 322