نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 173
ب- أن حكم الحال مع صاحبها كحكم الخبر مع المخبر عنه[1]، إلا أن الفرق بينه وبينها أن الحكم يحصل به أصالة في ضمن شيء آخر، والحكم بها إنما يحصل ضمن غيرها، فإن الركوب في قولك: جاء خالد راكبا، محكوم به على خالد، لكن بالتبعية للمجيء، وجعله قيدا له.
جـ- أن الحال وصف لذي الحال، فلا تدخل عليها الواو كالنعت[2]. لكن خولف هذا الأصل وجاءت الحال مقترنة بالواو إذا كانت جملة؛ لأنها من حيث هي جملة[3] مستقلة بالإفادة لا بد لها من ربطها بما جعلت حالا عنه.
والصالح للربط شيئان: الواو، والضمير، والثاني هو الأصل بدليل أنه يقتصر عليه في الحال المفردة والنعت والخبر.
والجمل التي تقع حالا ضربان:
1- خالية عن ضمير ما تقع حالا عنه، وهذه يجب أن تقترن بالواو حتى لا تنقطع عما قبلها، ويستثنى منها المضارع المثبت على ما سيجيء.
2- غير خالية عن ضمير ما تقع حالا عنه، وهذه تارة تجب فيها الواو، وطورا تمتنع فيها، وحينا يجوز الأمران.
أ- فإن كانت فعلية والفعل مضارع مثبت امتنع فيها الواو كقوله تعالى: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ} [4]. وقول الشاعر:
ولقد أغتدي يدافع ركني ... أحوذي ذو ميعة إضريج5
وسر هذا أن الحال المتنقلة تدل على حصول صفة غير ثابتة مع مقارنة حصولها لما جعلت قيدا له وهو عاملها. [1] ما جاء من الأخبار بالواو كخبر باب كان في قول الحماسي:
فلما صرح الشر ... ر فأمسى وهو عريان
وقولهم: ما أحد إلا وله نفس أمارة بالسوء، فمحمول على الحال لشبهها به. [2] ما جاء من الجملة الوصفية مصدرا بالواو ونحو: أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، فمحمول ومشبه بالحال. [3] أما من حيث هي حال فهي متوقفة على التعليق بكلام سابق قصد تقييده بها. [4] سورة يوسف الآية: 16.
5 أغتدي أذهب غدوة مبكرا، والأحوذي السريع، والأضريج الفرس السريع.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 173