نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 172
5- التوسط بين الكمالين, وهو أن تكون الجملتان متناسبتين، ولكن يمنع من العطف مانع وهو عدم قصد التشريك في الحكم كقوله تعالى: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [1] فجملة الله يستهزئ بهم لا يصح عطفها على إنا معكم لاقتضائه أنها من مقول المنافقين، وليس ذلك كذلك، ولا جملة قالوا؛ لأنه يكون المعنى، فإذا قالوا ذلك استهزأ الله بهم، وهذا لا يستقيم؛ لأن استهزاء الله بهم بأن خذلهم وخلاهم وما سولت لهم أنفسهم مستدرجا إياهم من حيث لا يشعرون إنما هو على نفس الاستهزاء وفعلهم له وإرادتهم إياه في قولهم آمنا، لا على أنهم حدثوا عن أنفسهم بأنهم مستهزئون، إذ المؤاخذة على اعتقاد الاستهزاء والخديعة في إظهار الإيمان لا في قولهم: إنا استهزأنا، من غير أن يقترن بذلك القول اعتقاد ونية.
"تتمة" لما كانت الجملة الحالية تارة تجيء بالواو، وأخرى بغيرها، ناسب أن تذكر عقب الوصل والفصل، وذلك أن الحال نوعان: لازمة[2] ومنتقلة[3]، ويفترقان في أن الأولى لا تقترن بواو البتة، وتكون وصفا غير ثابت كاسم الفاعل والمفعول، نحو: جاء علي ضاحكا، ويمتنع جاء علي طويلا أو أبيض، ويشتركان في شيئين:
1- أنهما يأتيان عاريين من حرف النفي، تقول: هو الحق بينا، وجاء علي مستبشرا، ولا يجوز أن تقول: لا خفيا في الأول، ولا عبوسا في الثاني.
2- أنهما يكونان بغير واو لأسباب ذكرها في الإيضاح، وهي:
أ- أن إعراب الحال أصلي، ليس تبعا لغيره، ولا مجال للواو في المعرب أصالة، إذ الإعراب دال على التعلق المعنوي، المغني عن الاحتياج، إلى تعلق آخر. [1] سورة البقرة الآية: 14. [2] سواء وردت بعد جملة فعلية نحو: خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها، أم اسمية نحو: هذا أبوك عطوفا. [3] أي: غير لازمة لصاحبها بل تفيد معنى حال نسبة العامل إلى صاحب الحال.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 172