نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 157
المبحث السادس: في مواقع القصر
كما يكون القصر بين المبتدأ والخبر، كما رأيت، يكون أيضا بين الفعل والفاعل، وبين الفاعل والمفاعيل بأنواعها إلا المفعول معه، وكذا بين جميع المعمولات، نحو: ما جاء إلا علي، وما نال عليا إلا التعب، وما أعطيت محمدا إلا دينارا، وماجاء علي إلا راكبا.
فإذا كان القصر: بما وإلا، وجب تقديم المقصور وتأخير المقصور عليه، مع إلا ونحوها من أدوات الاستثناء نحو: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ} [1]، وهو قصر قلب لا إفراد إذا المعنى: أني لم أترك ما أمرتني أن أقوله لهم إلى خلافه، بدليل: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} ، وليس المراد أني لم أزد على ما أمرتني به شيئا, إذ ليس الكلام في زيادة أو نقصان في التبليغ.
ويجوز قليلا تقديم المقصور عليه وأداة الاستتثناء وهما بحالهما[2] على المقصور نحو: ما كلم إلا محمد خالدا، وما كلم إلا محمد خالد، وعليه قوله:
فيا رب هل إلا بك النصر يرتجى ... عليهم وهل إلا عليك المعول
ووجه إفادة النفي والاستثناء القصر في كل ما تقدم أن النفي في الاستثناء المفرغ يتوجه إلى مقدر هو مستثنى منه، إذ إلا للإخراج، وهو يتطلب مخرجا منه، [1] سورة المائدة الآية: 117. [2] فالاختصاص في الذي يلي إلا، فالمقصود عليه هو الفاعل في الأول والمفعول في الثاني.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 157