نام کتاب : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن نویسنده : الشرواني، أحمد جلد : 1 صفحه : 190
وابناً، ثم برّ اباك وصل اخاك وارحم ابنك، وسئل ذو القرنين أي شيء من مملكتك أنت فيه أكثر سروراً فقال شيئان أحدهما العدل والثاني أن أكافئ من أحسن إليّ بأكثر من إحسانه. قال حكيم أحمق الناس من أنكر من غيره ما هو مقيم عليه، قال سليمان بن عبد الملك لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كيف ترى ما نحن فيه فقال عمر: سرور لولا أنه غرور وملك لولا أنه هلك ونعيم لولا انه عديم ومحمود لولا أنه مفقود، قال حكيم: الوضيع إذا ارتفع تكبر وإذا حكم تجبر، ليس العاقل من تخلص من مكروه وقع فيه بل العاقل من لا يوقع نفسه في أمر يحتاج إلى الخلاص منه، من قابل السيئة من عدوه بالحسنة فقد انتقم منه، قال أنوشروان ما استنجحت الأمور بمثل الصبر ولا اكتسبت البغضاء بمثل الكبر، العدل يوجب اجتماع القلوب والجور يوجب الفرقة وحسن الخلق يوجب المؤدّة وسوء الخلق يوجب المباعدة، على الرعية الانقياد وعلى الأئكة
الاجتها، قال حكيم من حكماء الهند العدل في الرعية خير من كثرة الجنود، تاج الملك عفافه وحصنه إنصافه، وقال حكيم لا يطمع سيء الأدب في الشرف ولا الملك الجائر في بقاء الملك، العدل في الأقوال أن لا تخاطب الفاضل بخطاب المفضول ولا العالم بخطاب المجهول وأن تجعل لسانك في ميزان فتحفظه من رجحان ونقصان، وسئل حكيم عن المسيء فقال هو من لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً وقال آخر الدهر حسود لا يأتي على شيء إلا غيره، من علامة الدولة قلة الغفلة، اصنع الخير عند إمكانه يبقى لك حمده بعد زوال زمانه، ولله درّ من قال:
أرى طالب الدنيا وإن طال عمره ... ونال من الدنيا سروراً وأنعما
كبان بنى بنيانه وأتمه ... فلما استوى ما قد بناه تهدما
المرء ابن يومه فليتنبه من نومه. قال حكيم: مخالطة الأشرار من أعظم الأخطار من لم يلزم نفسه حقك لا تلزم نفسك حقه بعيد ممن أسقط حق نفسه أن يقوم بحق غيره. كن بالزمان خبيرا تسلم من عثرته إذا كانت الأشياء غير دائمة ففيم السرور بها من أشرف الأخلاق صيانة النفس عن النفاق باللطف تقتنص الأسود ويحصل كل مقصود، قال النبي صلى الله عليه وسلم (خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق)، وقال أيضاً (شيئان لا يجتمعان في بيت الغنى والزنا).
قال العباس بن محمد للرشيد يا أمير المؤمنين إنما هو درهمك وسيفك فازرع بذلك من شكرك واحصد بهذا من
نام کتاب : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن نویسنده : الشرواني، أحمد جلد : 1 صفحه : 190