نام کتاب : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن نویسنده : الشرواني، أحمد جلد : 1 صفحه : 185
وطلبت أحسن الأشياء عند الناس فلم أر حديثاً أحسن من حسن الخلق، قيل لحكيم هل تعرف نعمة لا يحسد عليها وبلية لا يرحم صاحبها قال نعم التواضع والكبر، قيل لبعضهم لم لا تتزوج؟ فقال لو قدرت أن أطلق نفسي لطلقتها، قيل لبعض العباد ما أصبرك على الوحدة؟ فقال أنا جليس الرب إن شئت أن يناجيني قرأت كتابه وإن شئت أن اناجيه صليت له، قال ذو النون المصري رحمه الله الأنس بالله نور ساطع والأنس بالخلق غم واقع، قال العتابي: الدنيا نوم والآخرة يقظة والواسطة بينهما الموت ونحن في أضغاث أحلام، رب حرب ثار من لفظة ورب حب غرس من لحظة، إدمان الناظر يكشف الخبر، إن حفظت عينيك حفظت كل الجوارح، وإن أطلقتهما أوقعاك في الفضائح، علامة القطيعة من الصديق أن يؤخر الجواب ولا يبتدئ بكتاب، وقال حكيم من أكثر النوم لم يجد في عمره بركة ومن أكثر الأكل لم يجد لذة العبادة، إذا كانت الغاية الزوال فما الجزع من تصرف الأحوال، الفقر هو الموت الأحمر
والجوران دام دمر والأعمى ميت وإن لم يقبر، أفضل من السؤال ركوب الأهوال، من تزين بغير ما هو فيه فضح الامتحان ما يدعيه، من عاتب على كل ذنب أخاه صد عنه وقلاه، ليس مع الخلاف ائتلاف استصلاح العدو بحسن المقال أحسن من استصلاحه بحسن الفعال، من طلب ما لا يكون طال تعبه ومن فعل ما لا يحسن كان فيه عطبه، كل امرئ يميل إلى شكله، ليس العجب من جاهل يصحب جاهلاً إنما العجب من عاقل جفا عاقلاً، كل شيء يميل إلى ندّه وينفر عن ضده، قال الشاعر:
ولا يألف الإنسان إلا نظيره ... وكل امرئ يصبو إلى ما يشاكله
لا يغرنك كبر الجسم ممن صغر في العلم ولا طول القامة ممن قصر في الاستقامة فإن الدرة على صغرها خير من الصخرة على كبرها، ليس لضجور رياسة ولا لبخيل صديق، لا تعمل عملاً لا ينفعك، إياك والأخلاق الدنية فإنها تضع الشرف وتهدم المجد، ترك الذنب خير من الاستغفار.
ضرب مثل
حكي أن فرساً كان لرجل من الشجعان وكان يكرمه ويحسن القيام بخدمته ولا يصبر عنه ساعة ويعده لمهماته وكان يخرج به في كل غداة إلى مرج واسع فينزل عنه سرجه ولجامه ويطيل رسنه فيتمرغ ويرعى حتى ترتفع الشمس فيرده إلى منزله وأنه خرج يوماً على عادته إلى المرج فلما نزل عنه واستقرت قدماه على الأرض نفر عنه
نام کتاب : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن نویسنده : الشرواني، أحمد جلد : 1 صفحه : 185