نام کتاب : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن نویسنده : الشرواني، أحمد جلد : 1 صفحه : 184
ولم يستقر لك بصحبتهم قرار ولو قدرت لطرت إلى جو السماء وعلمت انه لا فائدة في القرب منهم وان السلامة في البعد عنهم فعرف الصقر صدق كلامه وأقلع عن ملامه.
قال أبو مسلم الخراساني المنع الجميل خير من الوعد الطويل، الكلام المرغوب مصائد القلوب، ثلاثة القليل منهم كثير العداوة والنار والمرض، قال حكيم القاضي لا يعاند والسلطان لا يُوادد والوالي لا يخاصم والأب لا يُحاكم وصاحب الحق لا يُشاتم والعجمي إليه لا يركن والخان لا يسكن والحان لا يدخل والمجالس لا تنقل والشرير لا يكلم والغائب لا يشتم والشاعر لا يعادى والبخيل لا يهادى والحبيب لا يجازى بالبعاد وما مضى من الزمان لا يعاد والملك لا يوادد فإن وده لا يدوم والبليد لا يشتغل بالعلوم والعبد لا يمازح والجار لا يقابح والمتكبر لا يدارى والحقود لا يصافى والمرأة لا يحسن بها الظن وكل فن لا يؤخذ إلا من أهل ذلك الفن والقبيح لا يذكر والجميل لا ينكر والرسول لا يقتل والهدية
من كل أحد لا تقبل وصاحب الإحسان لا يعامل إلا بالإحسان كما يدين الفتى يدان.
وقال آخر:
يعيش البخيل في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء إذا حضرت مجلس ملك فضم شفتيك وعض عينيك وإذا حدثك فاصغ إليه وأقبل بوجهك عليه. قيل لملك بعد ذهاب ملكه ما الذي أذهب ملك قال ثقتي بدولتي وإعجابي بشدتي وإضاعتي الحيلة وقت حاجتي والتأني عند احتياجي إلى عجلتين قال بعض الفضلاء: البخل والجهل مع التواضع خير من العلم والسخاء مع الكبر من قبر السفل وأدناهم وباعد ذوي الفضل وأقصاهم استحق الخذلان واستوجب الهوان، من لم يعرف ظهر الأيام لم يحترز من سطواتها، ولم يتحفظ من آفاتها، قال حكيم إذا رأيت من جليسك أمراً تكرهه أو صدرت منه كلمة عوراء فلا تقطع حبله ولا تصرم وده ولكن داو كلمته واستر عورته وأبقه وتبرأ من عمله. وقال حكيم خير الملوك من كفى وكف وعفا وعف للرعية المنام وعلى الملك القيام، وقال آخر نصحني النصحاء ووعظني الوعاظ فلم يعظني مثل شيبتي، ولم ينصحني مثل فكرتي وأكلت الطيب وشربت الشراب وعانقت الحسان فلم أر ألذ من العافية، وأكلت الصبر وشربت المر فلم أر أمر من الفقر وعالجت الحديد ونقلت الصخور فلم أر حملاً أثقل من الدين، وطلبت الغنى من وجوهه فلم أر أغنى من القنوع،
نام کتاب : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن نویسنده : الشرواني، أحمد جلد : 1 صفحه : 184