فإني رأيت الشمس زادت محبة ... على الناس أن ليست عليهم بسرمد
وقال الحكماء: لا تدرك الراحة إلا بالتعب، ولا الدعة إلا بالنصب.
وسئل بعض الحكماء: أي الأشياء أحلى؟ قال: النصرة على العدو بعد الهزيمة، والاستغناء بعد الحاجة، والغلبة للمتكلم.
وحكى الأصمعي قال: كنا بطريق مكة في بعض المنازل، إذ وقفت علينا أعرابية، فقالت: أطعمونا مما أطعمكم الله، فناولها بعض القوم شيئاً، فقالت: كتب الله لك كل عدو إلا نفسك.
قال معاوية: كل الناس أقدر على أن أرضيهم إلا حاسد نعمة؛ فإنه لا يرضيه إلا زوالها.
وقيل: للمعروف خصال، تعجيله وتيسيره وستره، فمن أخل بواحدة فقد بخس المعروف حقه.
وحدث الشعبي قال: صاد رجل قمرية، فقالت له: ما تريد أن تصنع بي؟ قال: أفكك وآكلك، فقالت: والله، ما أشبعك من جوع، وخير لك من أكلي أن أعلمك ثلاث خصال، واحدة وأنا في يدك، والثانية وأنا على الشجرة، والثالثة وأنا على الجبل، قال: هات، قالت: لا تلهفن علي شيء فات، فخلى سبيلها، فلما صارت على الشجرة قالت: لا تصدقن بما لا يكون أنه يكون، فلما صارت على الجبل قالت: يا شقي، لو ذبحتني لأخرجت من حوصلتي درتين في كل واحدة عشرين مثقالاً، فعض الرجل على يده ندماً وتلهفاً، ثم قال: هات الثالثة، قالت: أنت قد نسيت الأولى والثانية، فكيف أخبرك بالثالثة؟ ألم أقل لك: لا تلهفن على ما فات، ولا تصدقن بما لا يكون أنه يكون؟ أنا ولحمي ودمي وريشي لا يكون في عشرون مثقالاً ثم طارت.
الحديقة الخامسة في أمثال العامة وحكمها وفيها باب واحد مرتب على حروف المعجم وفيه فصول الفصل الأول
أشهر من الريحان في دار العرس
أخذه الشاعر فقال:
فضله بين الورى مشتهر ... شهرة الريحان في دار العروس
حرف الألف
أسخف من عبو الفحام الذي يزين الفحم بالورد أذل من قط ابن أحمد الذي يغرم الجزية للفرين أضر من أقرع أثقل من غريم أسلط من مجذوم أرق من دين طبينة أقدم من إبليس أكسى من بصلة أكسى من حجارة أعز من مجتاز في قرية تقل قدم من الذي يجلس الكلب أزلط من فار الجامع أرق من دين يهودي أعجز من الطريس يسلح فعش أضيع من قنديل مع الشمس أسخف من قطاط الذي يحرز الغنم بالبطين أغزر من جحيم أغرش من ثعلب.
قال الشاعر:
كلهم أروغ من ثعلب ... ما أشبه الليلة بالبارحة
أحوج من أنقر لعين أحوج من مبطول المد ساق أخف من بق فشق أقل عقل من خياط المي أشط من عام الجوع ينظر إلى قول الشاعر
نبئت أن فتاة كنت أخطبها ... عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول فصل
أهين من البول فالسرير إذا كان المحدث أحمق يكون المستمع عاقل إذا رأيت لحية جارك تنتف اجعل متاعك في الدباغ إذا حج جارك بع دارك وإذا حج مرتين بع بالدين إذا رأيت الدجاج تبق عين الفروج يسر السل للبيض إذا بليت بالسعي اقصد الديار الكبار ينظر إلى قول الشاعر:
وإذا لم يكن من الذل بد ... فالق بالذل إن لقيت الكبار
إذا وقعت البقرة اجتمعت السكاكين إذا وصلت لحاجتك لا تتكلف إذا كان القاضي خصيمك لمن تشتكي قال الشاعر:
يئست من الإنصاف بيني وبينه ... ومن لي بالإنصاف والخصم يحكم
إذا انطارب الزمار طاب العرس إذا كنت ميجم مراس وإذا كنت وتد انصب راس إذا كنت قادر كن نعم القادر إذا فاتك الطعام قل شبعت إذا بات الهم فات إذا اجتمعت الغمار يتناصف إذا عطب الفيل فعظامه راس ميل إذا أصبت الزياد أبشر بالنقصان إذا أراد الله يعطيك دارك يدل إذا غاب الوجه إش للقفا من حرمة إذا لم ينفعك الباز انتف وهذا كقول الشاعر:
إن لم يكن رشد الفتى نافعا ... فغيه أحسن من رشده
إذا بار الريح فالبنيس يدخل إذا رأيت حمارك يمشي لا تزد منخص إذا فاق العليل اشتهى خبط الطبيب إذا رأيت حنش يلمع ادري أن آخر بلع إذا عدم الصوف يجز الكلاب ينظر إلى قول الشاعر:
خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤود
إذا أكلت الخنزير كول سمين إذا غلا القمح اش لو حصا له إذا أصيب القمح أهرق الشعير